الآن وبعد أن تقدم السيد حمدين صباحى للترشح لمنصب الرئيس، وكان قد سبقه المشير عبدالفتاح السيسى، أعتقد أن المنافسة ستكون قاصرة على كلاهما، باعتبارهما الأقويين، ولا أظن أن هناك اسما آخر ربما ينافسهما، لذا فإننى سأعيد ما كتبته فى 11 مارس الماضى حول ورطة الرئيس القادم الذى ربما يكون صباحى أو السيسى، كتبت فى نفس المكان: قبل أن تقرأ، عليك جيدًا ألا تنحاز إلى أى مرشح لمنصب الرئيس حتى لو كان المشير عبدالفتاح السيسى، إلا إذا أعلن كل مرشح أنه خلع رداء التحزب والتبعية للجهة التى يعمل أو ينتمى إليها، حفاظا على مصر وعلى المرشح نفسه، خاصة إذا نجح، فلو فاز حمدين صباحى نفسه أرجو ألا يتغلب عليه أصدقاؤه من الناصريين، فنجد كل مصر تحولت إلى المذهب الناصرى، أو لو فاز السيسى نجد مصر كلها لواءات وجنرالات، أو عندما يفوز مرشح إسلامى نجد كل الوظائف احتلها إسلاميون، كما فعل محمد مرسى، الرئيس المعزول، عندما حاول أخونة البلد كله واختار أهل الثقة فى كل المناصب، ولم يلتفت إلى أصحاب الخبرات والكفاءات، وهى نفس الطريقة التى كان يسير عليها الرئيس المخلوع مبارك، ونخشى أن يتورط الرئيس القادم فى كارثة ثالوث الأصدقاء والأقارب والمحاسيب وجميعهم يمثلون لكل رئيس فاشل أو فاسد، أهمية كبرى، أما الرئيس الواثق فى نفسه والمؤمن بوطنه وشعبه كله دون تمييز، فهو الوحيد الذى يستطيع أن يختار أهل الخبرة والكفاءة لإدارة البلاد.
إذن رئيس مصر القادم لن يكون هذا الرئيس الملهم والقادر والعزيز والجبار، لن يكون الرئيس القادم هو حلال العقد والأب الروحى وصاحب التوجيهات، ولن نرى عبارة «بناء على أوامر سيادة الرئيس» تتصدر أى مشكلة أو كارثة أو مصيبة تقع للبلاد أو العباد، لم يعد منصب الرئيس محصنا حتى ولو حصنه الدستور أو قانون الانتخابات، لأن هذا الشعب لم يعد يؤمن بحصانة أحد إلا الأنبياء، ولم يعد يقدس أحدا إلا الله، هذا ما أسمعه من بعض الساسة وأتمنى ذلك، لهذا فعلى كل مرشح أو هاوٍ ترشح، أن يعلم جيدا أن منصب الرئيس لم يعد للهواة أو الهاربين من السجون أو ضعاف النفوس، فحاكم مصر يجب أن يكون جبارا ضد الظلم قويا فى الحق لا يخشى إلا الله ثم شعبه، هذا هو الرئيس القادم، ولو فعل عكس ذلك، فإنه فى ورطة لا محالة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة