تبذل مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارتا الداخلية والدفاع، مجهودًا كبيرًا فى الحرب على الإرهاب، لكن يبدو أن بعض القائمين على الأمور فى وزارة الداخلية- للأسف- لا يقدرون تلك المرحلة الحرجة التى نمر بها، ولا يقدرون أن حالة مصر الآن لا تحتمل مزيدًا من الفوضى والعبث والاستبداد والريبة، ولذلك يغيب عن الوزارة فى كثير من الأحيان أهم مبادئ الحفاظ على الأمن، بأن ترسخ فى ذهن الناس صورة إيجابية عن رجال الشرطة، فيصبح وجود رجل الشرطة فى الشارع مرغوبًا، وتصبح رؤيته فى الميادين العامة والشوارع الرئيسية والجانبية سببًا فى الشعور بالأمن، لا الشعور بالفزع.
لك أن تعرف أن وزارة الداخلية تكاد تكون هى الوزارة الوحيدة التى تحارب الإرهاب فى المحافظات الرئيسية، لكن للأسف يرتكب بعض رجالها أخطاء كبيرة تمنح الإرهاب قبلة الحياة، ومثال ذلك ما حدث فى أزمة وفاة أكثر من 30 شخصًا فى عربة ترحيلات سجن أبوزعبل، وما حدث فى قسم إمبابة الذى توفى فيه شاب بثلاث طلقات قاتلة، لأنه لم يرق لأمين شرطة، وما حدث فى جامعة القاهرة من إطلاق نار حى ومباشر على الطلبة المتظاهرين «السلميين»، فأصيب صحفيان، وتوفى طالب، كما أكدت الشهادات المسجلة لشهود العيان!
أضف إلى ذلك ما يحدث فى شوارعنا من حالات تعد صارخ على آدمية المواطن المصرى، وسأضرب لك مثالين فحسب لما يحدث فى أشد مناطق مصر حساسية وخطورة، ولك أن تقيس ما يحدث فى هذين المثالين على مصر كلها.. المثال الأول هو منطقة «وسط البلد» التى تعد مرآة مصر، وأيقونتها الحديثة، فقد تحولت تلك المنطقة الخلابة إلى «غابة» من البائعين الجائلين الذين لا يتورعون عن إشهار الأسلحة فى أى وقت، ويحتلون نهر الطريق بكل حرية، فيتسببون فى اختناق مرورى مزمن يشل حركة المرور فى مصر كلها، والمنطقة الثانية هى منطقة جامعة القاهرة التى أصبحت مسرحًا للتظاهر، والتى يهملها رجال المرور تمامًا، وإن حضروا فإنهم يتعسفون فى التعامل مع المارين، فيزيدون من سخط الناس على الوزارة، وتصبح المنطقة شبكة عنقودية تشلّ الحياة فى أكثر مناطق محافظة الجيزة حيوية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
المهندس علاء
لماذا التشهير بالداخلية الان