المرحلة الحالية التى تمر بها البلاد فى أمس الحاجة إلى تكاتف الجميع من أجل مساندة الحكومة الجديدة فى تنفيذ خارطة المستقبل التى تحمل لمصر كل الخير، واعتقد أن هذه المرحلة تتطلب أيضاً السعى من أجل عودة مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الخيرية لتمارس دورها الحقيقى الذى تعطل، بل توقف على مدى عام كامل فى ظل حكم الإخوان، لا لشىء سوى أنها كانت تشكل خطراً حقيقياً على "أهداف" من كانوا "يضحكون علينا" حين أوهمونا بأنهم يمتلكون ـ دون غيرهم ـ مفاتيح العمل الإنسانى والخيرى الذى قاموا بتوظيفه من خلال خطط "جهنمية" لخدمة أهدافهم "الدنيوية" الرخيصة فتحولت أنشطتهم التى كانت تتم تحت ستار "العمل الخيرى" إلى مجرد "رشاوى انتخابية" مستغلين طيبة وسذاجة وفقر المواطن "البسيط" المغلوب على أمره فصدقهم وآمن بأفكارهم وأصبح على يقين بأنهم ملائكة نزلت من السماء لتحول حياتهم إلى جنة الله على الأرض.
أعتقد أنه بعد عام كامل من التوقف، قد آن الأوان لتستأنف مؤسسات المجتمع المدنى "الحقيقية" أنشطتها التطوعية وتقوم بدورها الطبيعى من أجل النهوض بالمجتمع نهضة صادقة وحقيقية وليست على غرار مشروع النهضة "الوهمى" الذى لم نجن من ورائه سوى المزيد من الفقر والظلم والمهانة ليس داخل مصر وحسب بل فى الخارج أيضاً.
وحينما أتحدث عن مؤسسات المجتمع المدنى فإننى أعنى تلك المؤسسات الوطنية التى يتم الإنفاق عليها من "جيب" الوطنيين الشرفاء الذين لا ينتظرون حتى كلمة شكر لأنهم يؤمنون بضرورة العمل التطوعى بطيب خاطر، هؤلاء الشرفاء الذين اعنيهم يختلفون تماماً عن هؤلاء الخونة الذين تورطوا فيما يعرف إعلامياً بـ"قضية التمويل الأجنبى" الذى فاحت رائحتها وتكشفت خيوطها الرخيصة عقب ثورة 30 يونيو وما تزال تلك القضية تفوح منها رائحة الخيانة حيث كانت تلك المؤسسات تعمل بالريموت كونترول من اجل تحقيق اهداف دول غربية وعربية أيضاً من تلك الدول التى لا تحب الخير لمصر ولا تتمنى لنا أى استقرار.
وهنا تحضرنى تجربة ناجحة وجديرة بالتوقف أمامها لإحدى مؤسسات المجتمع المدنى الوطنية وهى جمعية المرأة للتنمية الإنسانية "حياتى" والتى قامت بالعديد من المشروعات الإنسانية لتشارك جنباً إلى جنب مؤسسات الدولة فى خدمة المواطنين من محدودى الدخل، حيث قامت الجمعية بإنشاء مستشفى "حياتى" التخصصى وهو أكبر المشروعات الخدمية بالجمعية وحضانة تخدم 1200 طفل سنويا ومعمل للكمبيوتر وآخر للوسائل التعليمية كما قدمت تبرعات إلى مستشفى عين شمس التخصصى والى مستشفى سرطان الأطفال وجمعية قلوب مصر وقامت بتنفيذ مشروعات لمحو أمية النساء ورعاية المرأة المعيلة من خلال مشروع الأسر المنتجة وأيضاً مشروع لإعادة تأهيل السيدات ضحايا العنف إلى جانب قوافل الخير فى عدة محافظات وعلى وجه الخصوص تلك المحافظات التى يعيش أهلها عند خط الفقر.
أعتقد أننا الآن فى أشد الحاجة إلى مثل تلك المشروعات الخيرية والإنسانية من مؤسسات المجتمع المدنى "المحترمة" لأنها وبكل تأكيد سيكون لها دور كبير فى القضاء على أسطورة "كراتين الزيت والسكر" التى لم نجن من ورائها سوى "تزييف" نتائج صناديق الانتخابات التى أوصلت تلك الجماعة الإرهابية إلى قصر الاتحاية وإلى التحكم فى البرلمان أيضاً، فعاثت فى الأرض فساداً وتسببت فى خلق هذا المناخ الفاسد الذى جعلنا نعيش فيما نحن فيه الآن من انقسامات وخلافات بغيضة وتصرفات لا أخلاقية ترفضها كافة الأديان السماوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة