أغرب ما يحيرنى فى المشهد السياسى الآن أن أغلب فئات المجتمع تتربص ببعضها البعض، فالإخوانى يتربص بكل من أيد ما حدث فى يوينو، كما أن أنصار يونيو يتربصون بالإخوان ويؤكدون أنهم السبب فى ضياع البلد بعد يناير، وما يعرفون بشباب «الثورة» - أى هوجة يناير- يتربصون بالإخوان والعسكر معا، بالرغم من أن هؤلاء المراهقين أول من حرض العسكر على الإطاحة بحكم مرسى، وكانوا من أوائل من توسلوا لقيادات الجيش بضرورة عزل مرسى، بل إنهم أيضا طالبوا بضرورة فض اعتصامى رابعة والنهضة، والغريب أنه بمجرد الفض عبر الشرطة بدأ الجميع ينقسم، وكأنهم تمنوا الفض حتى يتربصوا بالجيش والشرطة، رغم أن الجيش لم يشارك فى عملية الفض، ولكن يبدو أن مراهقى يناير كانوا متربصين لهذا الفض لبدء أكبر حملة على الجيش والشرطة، وبالرغم من فشلهم فى هز صورتهما إلا أن المثل البلدى بيقول «العيار اللى مايصبش يدوش».
الغريب أن حالة التربص انتقلت الآن إلى التربص بالرئيس القادم ومرشحى الرئاسة، فهناك من يتربص بحمدين صباحى ويهاجمون ترشحه ويحرضونه للانسحاب، ووصل الأمر إلى قيام بعض أنصاره بالتخلى عنه، ليس لمناصرة مرشح منافس له، ولكن لأنهم يتهمون صباحى بأنه سيشارك فى لعبة انتخابية، لأن منصب الرئيس محجوز للمشير السيسى، وهو تربص غريب .
التربص الثانى للمشير السيسى، فهناك من يتمنى أن يترشح بل ويفوز بالانتخابات، ليس حبا فيه بل كراهية له، فهم يزعمون أن أى رئيس قادم سيفشل حتى ولو السيسى، وهم يريدون فشل المشير، وبدلا من أن يكون زعيما شعبيا يكون مجرد رئيس يخرجون للهتاف بأنه فشل فى حكم مصر، وهو تربص غريب، لأن فشل أى رئيس يعنى فشل مصر، وتدهور أحوالها، وبدلا من أن نقول اللهم وفق رئيسنا القادم لخدمة البلاد والعباد نجد المرضى النفسيين والمراهقين يدعون اللهم أفشل رئيسنا القادم، لنخرج فى مظاهرات لإسقاطه، لنحقق معجزة كونية لم تحدث مثلها فى البلاد وهو إسقاط 3 أنظمة فى أقل من خمس سنوات، أما مصر وفقراؤها فليذهبوا للجحيم، اللهم خيب أمانى هؤلاء القوم، وأنصر رئيسنا القادم حتى ولو لم يكن السيسى أو صباحى اللهم آمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة