ناصر عراق

موقعة الجمل.. عرض فنى!

الثلاثاء، 04 فبراير 2014 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعجل أحد المدافعين الشرسين عن نظام مبارك ورفض تعبير «موقعة الجمل» التى حدثت فى مطلع فبراير 2011، مؤكدا أن الذين اقتحموا ميدان التحرير فى ذلك الوقت وهم يمتطون الخيول والجمال ويشهرون العصى و«السنج» كانوا بصدد تقديم عرض فنى!

لا تتعجب، فما أكثر الجرائم التى يتم طمسها أو التحايل عليها، صحيح أن ما من أحد قبل هذا (المدافع) تجرأ على وصف ما حدث بأنه عرض فنى، خاصة أن دماء المتظاهرين لطخت شاشات الفضائيات، بينما أصحاب (العرض الفنى) يرفعون صور مبارك باليمن، ويعتدون على الشباب باليسار، أقول.. لم يجرؤ أحد على إطلاق هذا الوصف، لكن علينا دائمًا أن ننتبه إلى أن أى نظام حاكم يكافح قبل سقوطه بكل الوسائل الخسيسة، فلا مانع لديه من إطلاق قنابل كثيفة من الغبار ليدارى جرائمه التى يرتكبها فى اللحظات الأخيرة!

لكن.. لماذا تعجل صاحبنا؟

لأن الجرائم التى يرتكبها أى نظام حاكم فى أثناء الثورة عليه عادة ما يتم طمسها بعد مرور وقت طويل، حيث تتوه الحقيقة فى دروب الفوضى والرغبة فى طى الماضى خاصة إذا حلّ نظام جديد لا يخاصم النظام الذى سقط، بل يتصالح معه فى أمور وسياسات كثيرة، وهذا ما تم عندنا بكل أسف! ذلك أن البراءة كانت من نصيب جميع المتهمين، وهذا ما استند عليه الرجل (المدافع)، وجعله يتعجل ويعلن بحسم أن موقعة الجمل لم يكن لها وجود، وأن ما حدث كان مجرد عرض فنى يقدمه أبناء نزلة السمان للسياح! أما البراءة فقد كانت منطقية، لأن لا أدلة قدمت للنيابة ولا يحزنون. أذكر أن فى الرواية المذهلة «الحب فى زمن الكوليرا» لماركيز قتلت أجهزة الأمن 3000 عامل، ثم استخدمت آلتها الإعلامية الجبارة لينسى الناس هذه الجريمة وقد نجحت فى ذلك!

للأسف الشديد.. فى كل الثورات المغدورة، أى التى لم تكتمل، وثورتنا ليست استثناءً، تمكن النظامان القديم والجديد، بما لهما من علاقات وأواصر، من لىّ الحقائق ومحو الأدلة، فذابت دماء الثوار فى بحر الزمن، وهكذا حار الناس ولم يجدوا إجابات مطمئنة عن جرائم عدة.








مشاركة

التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف عبد السلام سالم

عرض فني

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف المصرى

هل من يريد فض اعتصام يفضه بالجمال والخيول وفى وقت تعاطف فيه الشعب مع رئيسهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة