أثناء دراسة المشير عبدالفتاح السيسى فى الكلية الحربية بأمريكا قام بإعداد رسالة بحثية بعنوان «الديمقراطية فى الشرق الأوسط»، كان ذلك فى بنسلفانيا فى الفترة ما بين 2005 - 2006 تحت إشراف الكولونيل ستيفن جيراس. البحث منشور باللغة الإنجليزية على موقع «http://www.judicialwatch.org/blog/2013/08/jw-obtains-gen-el-sisis-radical-thesis-from-army-war-college من المهم جدا معرفة رؤية المشير السيسى قبل خمس سنوات من ثورة يناير و8 سنوات من ثورة يونيو، ومطابقة هذه الرؤية مع الواقع الذى عايشناه فى السنوات الثلاث الأخيرة. الدراسة فى مجملها تناولت تأثير الديمقراطية على بلدان الشرق الأوسط، وتقييم الظروف الاستراتيجية والسياسية فى المنطقة، وسلّطت الضوء على التحديات، والمخاطر، والإيجابيات التى يمكن أن يقدمها النموذج الديمقراطى.
أكثر ما شد انتباهى شخصيا عند قراءة البحث هو رؤية الباحث وقتها فيما يتعلق بالأجندات الأمريكية والغربية والتى ظهرت وطفت على السطح بصورة فجة فى السنوات الأخيرة. أمريكا هى أمريكا وأطماعها ومصالحها فى المنطقة مؤسسية واستراتيجية ولا تتغير، ولكن الذى تغير هو سياستها «تكتيكيا» لتحقيق هذه المصالح، وأعتقد أن أغبى سياسة للإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ومصر تحديدا هى سياسة إدارة الرئيس أوباما! الأطماع الإمبريالية فى أغبى صورها تقوم بحرب صريحة من حروب الجيل الرابع على بعض دول المنطقة، من خلال كيانات داخلية صريحة فى الخيانة والعمالة للمخطط الأمريكى، مثل كيان الإخوان المسلمين ومنظمات حقوقية بعينها تقوم بتوفير الغطاء السياسى اللازم، والضرب «الحقوقى» فى مؤسسات الدولة لهدمها. فماذا كانت رؤية المشير السيسى وقتها؟
اقتبس ما يلى: أولاً: القوى العظمى فى العالم حريصة على منطقة الشرق الأوسط الغنية بموارد الطاقة من الغاز والبترول. ثانيا: أمريكا دعمت أنظمة غير ديمقراطية وبعض الأنظمة «غير المحترمة» فى الشرق الأوسط. ثالثا: لن تتحقق الديمقراطية فى الشرق الأوسط طالما أن دول المنطقة تشعر أن هذا التحول الديمقراطى هو أجندة أمريكية خالصة وليس فى مصلحة شعوب المنطقة، وبالتالى كثير من دول المنطقة تتشكك فى الدوافع الحقيقية وراء هذا التحول الديمقراطى. رابعا: لا يجب إغفال العامل الدينى والثقافى عند الشروع فى عملية التحول الديمقراطى. خامسا: لقد تعلمنا من التاريخ أنه فى السنوات العشر الأولى أن أى ديمقراطية ناشئة، تكون عرضة للصراعات الداخلية والخارجية باسم الديمقراطية الجديدة. سادسا: مجرد تغيير نظام مستبد إلى نظام ديمقراطى لن يكون هو الحل، يجب أن يكون نابعا من الشعب بعد تحقيق الحد الأدنى من التعليم والقضاء على الفقر والأخذ فى الاعتبار البعد الثقافى والدينى. سابعا: التحرك نحو الديمقراطية بسرعة كبيرة يمكن أن يؤثر على الاستقرار فى المنطقة، كما قد ينظر إلى الدوافع الأمريكية على أنها تعمل لمصلحتها فقط دون النظر لأسلوب حياة شعوب الشرق الوسط. ثامنا، لا يوجد تعارض بين مفهوم الديمقراطية فى الغرب والإسلام.
وكما رأينا فى الغرب الفصل بين الكنيسة والسياسة ولم يتم فصل الدين نهائيا عن الدولة. تاسعا: رجل الشارع فى الشرق الأوسط يتساءل: لماذا تنفق أمريكا مليارات الدولارات فى الحروب كما رأينا فى الحرب على العراق بدلا من التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الشرق الأوسط؟ عاشرا: هناك خطورة فى التحول الديمقراطى فى المنطقة، حيث تؤول السلطة إلى الطرف الأكثر تشددا والأعلى صوتا، ولكنه لا يمثل التيار الرئيسى من الإسلام الوسطى المعتدل. انتهى!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادية محمد ناجى
:)
يا رب يوفقه لما فيه الخير
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم ذكى
انت الثائر الحقيقى
عدد الردود 0
بواسطة:
محب لوطنى مصر
المهم يا شعب مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
انت بتقول ايه
انت اكيد بتهزر
عدد الردود 0
بواسطة:
الشربيني المهندس
جميل وماذا عن الأهم