عندما تشتاق لكى ترى عظمة القاهرة بمعالمها الشهيرة، الأهرامات والقلعة والنيل فى جو رائع لن تجد سوى برج القاهرة أعلى بناية فى العاصمة لتكشف لك كل أسرار الجمال، وتستعرض بشكل بانورامى الوجه الجميل لذلك البلد والذى اندثر وراء الخلافات السياسية والاقتصادية، لكن يبدو أن المشكلات استطاعت هى الأخرى أن تتصاعد لتسكن فوق البرج وتغلق فى وجهك أجمل مشاهد يمكن أن تراها لبلادك.
"برج القاهرة مغلق" نعم لا تتعجب فإذا أردت أن تذهب ستجد أبوابه موصده مثلما كل شىء فى حياتنا.. أصبح موصودا وخلفه جدران خراسانية من المشكلات، فلقد قرر العمال أن يغلقوا أبوابة ويعلنوا اعتصامهم بعد أن أبلغهم "المستثمر الأجنبى" الذى يمتلك حق الانتفاع بالمبنى أن عقده انتهى وعليهم أن ينتظروا مستثمرا جديدا ليحدد مصيرهم.
لا تندهش.. بالفعل هذا المبنى الشاهد على قاهرة المعز غير مصرى، فالبرج الذى شيده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وشارك فى بنائه 500 فرد من أبناء هذا البلد ليصبح تحفة فنية على ضفاف النيل يتحكم فى مصيره مستثمر أجنبى، وبتليفون واحد للعاملين أمرهم بتخفيض ساعات العمل ليغلق أبوابة الساعة الـ12 عشر ظهرا بعد أن انتهت مده تعاقده مع الجهة المنوطه بتأجيره.
تأجير البرج بدأ فى العام 1988 لمستثمر لبنانى وبعد أن توفى فى التسعينيات آلت إدارته إلى ابنه خالد أبو زهرة، وقال العمال إن العقد يتم تجديده كل خمس سنوات لنفس المستثمر ولكن تحت مسميات شركات مختلفة وهى "إيفاتكو والبر وإيجيبت تورستك والشركة المصرية لإدارة برج القاهرة"، وأكدوا أن المستثمر يتحكم فى سعر تذكره الدخول حيث رفعها فى شهر أبريل الماضى إلى 20 جنيها للمصريين و75 للأجانب.
قصة بناء البرج والتى قد لا يعلمها الكثيرون تختلف تماما مع ما آل إليه مصيره، حيث يقول المؤرخون إن أمريكا أرادت أن تؤثر على موقف مصر عبد الناصر الداعم لثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسى فأرسلت له منحه 6 ملايين جنيه ورفض أن يصرف منها على البلاد التى كانت تمر بأزمة كبيرة فى العام 1956 وفكر أن يبنى بناء يظل علماً بارزاً مع الزمن يعلم المصريين الكرامة .
والأعجب من ذلك هو تجاهل وسائل الإعلام لهذه القضية على الرغم من انتفاضتها عندما علمت بفكرة تأجير أهرامات الجيزة أو منح أحد حق الانتفاع بها، ولا أعتقد أن الأمر يختلف كثيرا فبرج القاهرة من أهم معالم العاصمة والتى لم يمر درس تاريخ إلا ويذكر به.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة