كان صفوت الشريف يباهى بأننا فى أزهى عصور الديمقراطية، بينما نظام مبارك يغلق الصحف ويحبس الصحفيين، لكن الشريف لم يقل مرة إننا فى عصر الكبارى المنهارة أو السفن الغارقة أو القطارات المحترقة، لكن يبدو أن القدر لا يريد أن يسامح نظام مبارك على ما اقترف من جرائم فى حقنا نحن المصريين، وبرغم طرد مبارك وزبانيته من السلطة منذ أكثر من ثلاث سنوات، لكن ها هو سقوط كوبرى عزبة النخل أول أمس يفضح الفساد الذى استشرى فى عهده، ويؤكد أن ثورة الشعب المقبلة ستكون ضد الفساد بالدرجة الأولى!.
لقد انزعج بعض عشاق مبارك ومريدوه مما كتبته هنا قبل يومين عن «إنجازات» العهد البائس لمبارك، واتهمونا بأننا نكرهه، علمًا بأننى لم أره فى حياتى ولو لمرة واحدة، لكن المشكلة التى نعانى منها جميعا هى: ما المعايير التى نحكم بها على رئيس؟ وما الذى يدفعنا إلى أن نعلن أن هذا الرئيس ناجح ومحب لشعبه، أو هذا الرئيس فاشل وكاره لمواطنيه؟.
عندى.. المعايير واضحة ومحددة، وهى أن يعمل الرئيس على تلبية أحلام الغالبية العظمى من شعبه، وبالتالى أن يوفر للملايين حياة كريمة وتعليما جيدا وعلاجا رخيصا، علاوة على الحفاظ على الأمن القومى والعمل على أن تصبح مصر دولة تسير فى ركاب التطور والحداثة، فتعرف الطريق إلى البحث العلمى والابتكار، وتشييد مدنا هادئة جميلة منظمة كتلك التى نراها فى العالم.
فهل فعل مبارك أو السادات أو مرسى أى شىء من هذا؟ بالعكس لقد دمر هؤلاء الرؤساء الثلاثة ما بقى من خيرات لدى المصريين، وارتفعوا بنسبة الفقراء إلى مستوى مخز، وتركوا الملايين تعيش فى مدن قبيحة يعمها الفوضى والقمامة، وكان لمبارك النصيب الأكبر فى تعميم البؤس لأنه ظل متشبثا بالسلطة 30 سنة، فعاد بالبلاد خطوات مريعة إلى الخلف، دعك من التعذيب والإهانات التى تفننت أجهزته الأمنية فى إلحاقها بالناس فى عهده، ويبدو أن هناك من يواصل التعذيب فى حق المواطنين حتى الآن، وتلك مصيبة يجب التصدى لها فورًا.
يا عشاق مبارك ومريديه.. تأملوا الكوبرى المنهار، واحكموا على مبارك.. ثم اعشقوه إن كان يستحق!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة