الذين اعتبروا ثورة 25 يناير العظيمة مؤامرة على الشعب الذى قام بها، يشعرون بالحزن هذه الأيام، لأن السيد الرئيس طالب بتجريم من يهينها هى وثورة 30 يونيو.. هؤلاء تفننوا فى الشهور الأخيرة فى اغتيال كل الوجوه التى هتفت «عيش حرية كرامة إنسانية»، وفتحت بعض القنوات والصحف الباب أمام رموز النظام الذى أسقطه الشعب «المتآمر» لكى يهيلوا التراب على أنبل ما أنجزه المصريون.. مشروع القانون المزمع إصداره لا يتعارض مع الدستور الذى جاء فى ديباجته «ثورة 25 يناير و30 يونيو، فريدة بين الثورات الكبرى فى تاريخ الإنسانية، بكثافة المشاركة الشعبية التى قدرت بعشرات الملايين، وبدور بارز لشباب متطلع لمستقبل مشرق، وبتجاوز الجماهير للطبقات والأيديولوجيات نحو آفاق وطنية وإنسانية أكثر رحابة، وبحماية جيش الشعب للإرادة الشعبية وبمباركة الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية لها، وهى أيضًا فريدة بسلميتها وبطموحها أن تحقق الحرية والعدالة الاجتماعية معًا».
يشعر الغاضبون من القانون أن الرئيس خذلهم، وبدأوا يتحدثون لغة جديدة تجمع بين العتاب المغلف بالعشم، والخوف من ديكتاتورية مقبلة، هم يشعرون بهزيمة شخصية لأن القانون سيتصدى لهم بعد أن بارت بضاعتهم فى فتارين إعلام نخبة جمال مبارك الاقتصادية التى يسعى إعلامها لصياغة الرأى العام على هواه.. هم يعتبرون أن القانون ضد حرية التعبير.. رسائل العتاب وآراء القانونيين لم تتوقف منذ فتح الموضوع، وكأننا أمام خطر حقيقى.. أحد رؤساء التحرير كتب لرئيس الجمهورية أنه جلس مع نفسه عدة ساعات بعد الإعلان عن مشروع «الغريب» وفكر وفكر، وقرر أنه لن يمنع الهجوم على ثورة يناير.. قوللى إنت بقى!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة