سيادة الرئيس: تحية طيبة وتقدير لشخصكم المخلص، وبعد:
نعلم جيداً حجم المجهود المضنى الذى تبذله فى جميع الاتجاهات، من أجل انتشال البلاد من براثن الوحل الذى غاصت به عقوداً وعقود.. مساعٍ واضحة، ونتائج سريعة، وعائد لا بأس به فى ظل صعوبة وتفاقم الأوضاع على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والدولى أيضاً.
لكن سيادة الرئيس: لا يمكن أن تكون وحدك! تعمل بهذا المجهود الجبار وهذا التفانى الذى يليق بزعيم مصر الذى طالما حلمنا بمجيئه.. لكنها المنظومة الفاسدة يا سيدى! التروس القوية شديدة الترابط، والتى لا يقوى غيرك على حلها وإعادة صياغتها بما يتناسب مع مصر الجديدة التى ترجوها لنا ونرجوها لك.
أشفق عليك سيدى من بحار الظلمات التى تحيط بك من كل اتجاه، فالتطهير هو خير سبيل، ولا غير ذلك.
سيدى تسلمت مقاليد البلاد وأمور العباد فى أسوأ وأحلك الظروف، وورثت ميراثاً ثقيلا من الفساد والتدنى الأخلاقى والتجريف العقلى والفكرى وتفشى الأوبئة والأمراض المزمنة، وانهيار التعليم وانتشار البطالة.. إلى آخره.. ناهيك عن الصراعات الداخلية التى يشعل فتيلها جماعة الإخوان ومواليها، والصراعات الخارجية التى لا ترحب بأى مسيرة للتقدم فى مصر.. لذا فلا بد من التحصن بجوقة صالحة مخلصة ترغب بصدق فى بذل جهداً لا يقل عن ما تبذله من جهد وحدك!
تعودنا منك على الجرأة والشجاعة فى اتخاذ القرارات المصيرية والتى عن إقرارها! أدعوك سيدى لاستكمال قراراتك الجريئة بإقصاء جميع الفاسدين، والتخلص من كل المعرقلين وأصحاب المصالح الذين لا زالوا على العهد القديم باقين، والذين بنفس الأداء العقيم يعملون إلا قليلاً منهم تعرفهم كما يعرفهم جميع المصريين.
ما زال الفساد يستشرى فى جسد مصر وينتشر بسرعة المرض الخبيث، وكما تعلم سيادتك فالمرض الخبيث لا يرحم، ولا متسع من الوقت لعلاجه ولا جدوى سوى الاستئصال.
فنحن شعب مصر المخلص يسير خلفك فى واد، ومعظم السادة الوزراء و المنوط بهم تنفيذ تعليماتك وسياساتك يسيرون فى وادٍ آخر! نحن المصريون نثق ثقة لا حدود لها فى وطنيتكم الواضحة، ومجهوداتكم المضنية من أجل مصر، لكننا لا نثق فى غالبية المعاونين من موروثات النظام السابق والتى لا تقوى على العمل خارج الصندوق اللهم إلا قليلاً منهم!
أرى الصورة غير متناسقة، ما بين رئيس وزعيم لا يدخر جهداً بل يستعير جهداً على جهده للنهوض بالبلاد فى زمن قياسى، وفى المقابل يحيط به مجموعة من المسئولين، متناقضة تماماً، بعيدة شكلاً وموضوعاً عن طموحاته وطموحات جميع المصريين.
أتضرع إلى الله أن تصل رسالتى لشخصكم الكريم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة