ناصر عراق

مبارك والتعذيب!

الإثنين، 15 ديسمبر 2014 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتظرت عدة أيام منذ صدور تقرير مجلس الشيوخ الأمريكى عن جرائم التعذيب الوحشى التى اقترفها جهاز الاستخبارات الأمريكية فى عهد جورج بوش الابن، وأشار فيها إلى تعاون نظام مبارك مع هذا الجهاز الدموى عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.. أقول.. انتظرت عسى أن تعلن الدولة المصرية اعتراضها أو رفضها لهذا التقرير، لكنها لم تفعل، الأمر الذى يؤكد أن التقرير كان دقيقا، وأن نظام مبارك وافق على أن يتولى تعذيب المشتبه فيهم نيابة عن الأمريكان!

المحزن أن الذين قادوا مبارك إلى المحكمة لم يحاكموه فى جرائم التعذيب التى ارتكبها نظامه ضد المصريين، وإنما اكتفوا بمحاكمته على سرقة فيلا أو قصر، ولعلك تذكر أن دعوة الخروج فى 25 يناير 2011 كانت موجهة ضد بطش جهاز وزارة الداخلية فى المقام الأول، ثم تطور الأمر إلى حلم فى اقتلاع النظام الفاسد من جذوره.

حسب علمى، فإن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، وبالتالى على المنظمات الحقوقية أن تعد ملفاتها وتقاريرها التى تحوى شهادات وأدلة على ارتكاب النظام - أى نظام - لجرائم التعذيب، فلم يعد مقبولا، ونحن فى القرن الحادى والعشرين، أن تنتهك الدولة الجسد الإنسانى وتعذبه، لأن صاحبه من المخالفين لنظامها السياسى.

لا يمكن التغاضى على الإطلاق عن هذه الجريمة البشعة، حتى إذا كان المتهم قاتلا وسفاحا، فالحفاظ على كرامة جسده أمر لا يقبل النقاش، وليلقى جزاءه بحكم المحكمة، لا على يد ضباط وجنود وأسلاك مكهربة ومياه مغلية!

طوال التاريخ والحكام لا يجدون أية غضاضة فى تعذيب مخالفيهم، ويشهد تاريخنا العربى نماذج وحشية لجرائم تعذيب بشعة منذ عهود الدولة الأموية حتى الآن بكل أسف، لذا يجب أن تتصدى كل القوى والمنظمات المدنية لمحاربة هذه الجريمة المرعبة، ولعل الغل الذى يقتل به الإرهابيون جنود الشرطة يعود فى جزء منه إلى ما ترسب فى وعيهم من آثار تعذيب على يد زبانية مبارك والعادلى وأنصارهما.
إذا كان للإدارة الأمريكية الحالية من فضيلة، فإنها تكمن فى التقرير الذى يفضح ويعرى نظام جوروج بوش البشع وأنظمة عربية أخرى لا تقل بشاعة!








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف عبد السلام سالم

الي متي قلوبكم ستكون هكذا

عدد الردود 0

بواسطة:

1

1

عدد الردود 0

بواسطة:

sohershokrey

نظام مبارك والتعذيب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة