كلاكيت للمرة العشرين..شهر نوفمبر جاء.. إذن على أبنائنا أن يستعدوا للموت، وعلى أمهاتهم أن تودعهم كل صباح وتتوقع ألا تراهم ثانية، لذا يجب عليهن أن يتفرسن ويتأملن جيدا فى وجوه أبنائهن، وأن يمررن أيديهن على ملامحهم لأنه بعد دقائق لن تظل لهن سوى الذكرى.. كل هذا لأن شهر نوفمبر أطل برأسه علينا.. هل تذكرون استشهاد 60 تلميذا فى إحدى المعاهد الأزهرية فى أسيوط ضحية لقطار هائج ونظام ضائع وسكك خربة كان ذلك فى نوفمبر 2012.
تفحم أتوبيس مدارس الأورمان
واليوم.. حدث فى البحيرة باتجاه الإسكندرية، أن تفحم 18 طالبا وأصيب 18 آخرون بينهم حالات خطيرة جدا، وهنا لنا وقفة مع لفظة "تفحم" التى يكررها الإعلام من باب الوصف أو ينقلون بها ما تم حرفيا فى الحادث، لكنهم هل يدركون أن معناها أنه ليس بمقدورنا أن نلقى النظرة الأخيرة على هذه "الأكباد" التى اشتعلت محترقة حتى التفحم، وأنهم أصبحوا متشابهين وأنهم تحولوا لمجرد عدد من الضحايا فى حادثة، وأن إعلامنا لن يهتم سوى بالوصف والمطالبة، ومع هذا لن يعرف السبب وسيمر كل شىء مرور الكرام.. سنهتف ونحزن وندين ونعود إلى مكاتبنا وقد اطمأنت ضمائرنا وخرج علينا وزير التعليم ليعلن "50 ألف جنيه للمتوفى وشيخ الأزهر يصرح "أبناؤكم سيأخذونكم إلى جنة الخلد"، ومفتى الجمهورية يقول "ضحايا حادث البحيرة شهداء علم" ثم ماذا بعد ذلك؟.. ماذا للحزن الذى يأكل القلوب وماذا للإحساس بالضياع الذى يسكن أرواح الرجال؟.
أثار تفحم الأتوبيس
تريدون أن تعرفوا ما الذى سيحدث، انظروا إلى هذه الصورة التى أعلى الخبر، كيف يقف هذا الشخص على هذه الكراسات المحترقة، هو لم ينتبه إلى كم الأحلام الضائعة تحت قدميه، هل ترون الكراسات التى احترقت تماما وتفحمت، والأخرى التى بها ما بها من آثار قاتلة أيضا، إن حال هذه الكراسات يشبه حال أصحابها، هذا ما حدث لهم ضاعوا بين التفحم والاحتراق، ونحن بكل صفاتنا ومكانتنا سواء أكنا نظاما أو أشخاصا مسئولين أو حتى آخرين لم يسمعوا عن الحادثة، نقف مثل هذا الشخص الذى يقف فوق الكراسات المحترقة يثنى قدمه فى أريحية كأنه يقف لتأدية واجب ما طلب منه.. وهل ترون الظل الذى يلقى بأثره على معظم الصورة إنه الإهمال والذى نحن جزء منه، وهنا يجب أن ننتبه: هل نحن نؤدى واجبا ما.. ثم نذهب لحال سبيلنا، هل أراح وزير التعليم "ضميره" بتصريحه المادى، وشيخ الأزهر هل بعد أن وعد الأهالى بجنة الخلد هل سكتنت أرواحهم وارتاحت؟.
أثار السيارات المفحمة
كتب وكراسات الطلاب
الأهالى يشاهدون أثار الحادث الأليم
الأهالى يبحثون عن ذويهم
عملية البحث عن الضحايا
أثار الحادث
سيارات الإسعاف وقوات الأمن فى مكان الحادث
أحد الطلاب المصابين
نوفمبر شهر استشهاد البراءة..فى حادث البحيرة.. 18 طالبا يتطايرون مع أحلامهم والمسئولون يتطهرون بالتصريحات وفى الإعلام أصبح "تفحم" الأطفال "عاديا" وللأمهات الذكرى والحزن
الأربعاء، 05 نوفمبر 2014 02:47 م
كراسات الطلاب المحترقة
كتب - أحمد إبراهيم الشريف - تصوير أحمد عبد الرحمن
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة