"ليس الأعمى من عمى بصره بل من عميت بصيرته"، حديث نبوى يحكى حال بنات جمعية "النور" الخيرية اللاتى تحدين العتمة وفقدان البصيرة ليتحولن إلى رموز نسائية ناجحة فى المجتمع ضاربًا أبرز الأمثال لقصص كفاح يحتذى به.
23 سنة عمر رحلة كفاح فى الخير لوجه الله تجسدت فى جمعية "النور" تلك الجمعية الخيرية الوحيدة بالإسكندرية التى خصصت كل جهودها لرعاية الكفيفات والعناية بهن منذ الصغر حتى توصيلهن إلى شريك العمر أو تأهيلهن لأرقى المناصب فى مختلف المؤسسات.
" بنتبناهم من الشارع منذ الصغر ومش بنتخلى عنهم حتى توصيلهم لشقة الزوجية أو للعمل فى أحد المناصب المناسبة لهم"، بهذه الكلمات بدأت "أمانى الجمل" مديرة الجمعية حديثها لـ"فيديو7"، قناة اليوم السابع المصورة، لتوضح عن دور الجمعية وأهدافها خلال عشرات السنين منذ إنشائها، مشيرة إلى أن هناك وحدة تسمى بـ"التدخل المبكر" لرعاية الأطفال الكفيفة وتأهيلهم لدخول المدارس وتخصيص أتوبيسات خاصة بهم لتوصيلهم للمدارس.
متابعة "هنا محل إقامة متكامل للكفيفات يجسد كل أساليب الحياة التى يحتاجونها من مكتبة برايل تحتوى على آلاف الكتب والمطبوعات التى تتيح للكفيفات تعلم القراءة والكتابة، مطبخ خاص لهم مجهز بأحدث الوسائل وأدوات الطهى المجسدة لتعليمهن فن الطهى عن طريق اللمس، هذا غير مركز كمبيوتر على طريقة "برايل" يمكنهن من الاتصال بمواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعى والتجاوب معه من خلال التحدث عن بعد".
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن الكفيفات أثبتن نجاحهن فى الغناء ليصبحن مطربات من خلال فريق "الكورال" وتعليمهن فن الموسيقى والعزف على الجيتار وغيرها من آلات موسيقية.
وتضيف "ساهمنا فى زواج عشرات الكفيفات وتكوين جهازهن وتوصيلهن لبيت الزوجية".
"بقالى خمس سنين فى المهنة ديه والحمد لله أتعلمتها بسرعة وبقيت شاطرة فيها عشان مش محتاجة عين"، بهذه الجملة تحدثت "ياسمين" الشابة الكفيفة عن رحلة كفاحها داخل "الجمعية" لتصبح من أمهر غازلى السجاد اليدوى، والتى تعلمتها على يد مسئولى الجمعية، لتصبح كل أمنيتها أن تكون من أشهر رواد الصنعة وأن تعمل بمصنع كبير لتخدم بلدها بمزيد من الإنتاج.
أما "منى" فتاة العشرين، كل أمنيتها تتلخص فى أن تصبح مهندسة "كمبيوتر" وتعمل لدى شركة "مايكروسوفت" بعد أن خاضت دورات فى تعلم "الكمبيوتر" وكورسات لإجادة اللغة الإنجليزية، هذا غير "سماح" ذى الثلاثين عاما التى وجدت فى الغناء مجالا للإبداع بعد أن أثبت روعة صوتها العذب قدرتها على منافسة أشهر مطربى جيلها.
"أمانى الجمل" مديرة جمعية النور
"منى" إحدى الكفيفات بالجمعية
فريق الكورال بالجمعية
حكايات بنات فقدن البصر ولم يفقدن الأمل بـ"جمعية النور"
الأربعاء، 26 نوفمبر 2014 02:15 م
أمانى الجمل مديرة جمعية النور
كتبت رنا الدسوقى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة