يكفى أن تكتب كلمة (العنتيل) فى محركات البحث الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعى عبر الإنترنت لتجد سيلا عارمًا من التغطيات الصحفية، وتعليقات ملايين المصريين بشأن فضيحة الفيديوهات الجنسية التى انتشرت لشاب ينتمى للتيار السلفى خلال ممارسته الجنس مع عشرات السيدات والفتيات القاصرات، مما أضطر أسرته للهروب من أحد مراكز «الغربية» نتيجة غضب الأهالى، وأن ذلك الشاب كان يؤم المصلين ويعظ بالمساجد، ويلتزم بالمظهر السلفى ويكتسب ثقة البسطاء.هذه الواقعة الفضائحية ليست الأولى من نوعها لمحسوبين على تيارات «الإسلام السياسى» عمومًا، بل على رموزهم من نواب البرلمان السابقين، خلال وقائع مشينة، وسلوكيات غير أخلاقية، ناهيك عن وصول الأمر لدرجة «زنا المحارم» كما بدا بأحد الفيديوهات بالأسطوانة المدمجة التى صارت تباع على الأرصفة.
يطلق علماء الاجتماع السياسى على الانفلات الأخلاقى لبعض الذين يبالغون بمظاهر التدين «الظاهرة الراسبوتينية» نسبة للراهب الروسى الفاسق راسبوتين، الذى كان مقرباً للعائلة الملكية الروسية، وأصبح رغم أنه أمى مقدساً فى وسط الجهلة من الفلاحين، ووصل صيته للقصر الملكى، وأوهم القيصر وزوجته بأنه قديس، بعدما تمكن بممارسات غامضة من وقف نزيف ابنهما الأكبر، وساهم بذلك أن الطبقة الأرستقراطية الروسية كانت حينذاك مولعة بالسحر والتنجيم، وفسر الأطباء قدرته على وقف النزيف بأنه استخدم التنويم المغناطيسى، لإبطاء نبض القلب والدورة الدموية، لكنه اكتسب ثقة القيصر نيقولا وزوجته ألكساندرا وصار مستشار القصر بكل شؤونه السياسية والاجتماعية، وأطاح بوزراء ومسؤولين، وتوسط لآخرين ليشغلوا أرفع المناصب.
يتردد أحيانًا تعبير «العُهر السياسى» لوصف الألاعيب القذرة لبعض السياسيين المخضرمين، ويقابله «العُهر الجنسى» لدى المهووسين دينيًا، فالوسطية والاعتدال سمات الذين يتبعون «السلوك القويم» بشتى مناحى الحياة، لهذا يتحسس المرء رأسه حينما يرصد مظاهر المبالغات والمزايدات، سواء بالسياسة أوالدين أوالتمسك بالعادات والتقاليد لدرجة تجافى التعاليم الدينية كالاستعلاء بالقبيلة والمذهب، والإفراط بالتعبير عن الوطنية «الشوفينية»، والمبالغة بتقدير الذات مقابل تحقير «الأغيار» كممارسات الصهاينة المتعصبين، وكل هذه الممارسات منافية للطبيعة البشرية السوية، وجوهر الدين والوطنية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة