"ما الذى أبقت لنا الأيام حتى نتجلّد.. وكلانا يخبر الآخر أن الحب مات.. أى ساعات سرور نستعيد الآن ذكراها فنصمد.. لرياح اليأس والذل التى هبّت علينا.. فى هدوء الكلمات" يتردد صدى هذه الأبيات فى خاطرى كلما قرأت أو سمعت أو شاهدت شيئًا يعبر عن معنى الحب، وهى أبيات افتتح بها شاعرنا الكبير أحمد عبد المعطى حجازى قصيدته "نهاية"، فى ديوانه "لم يبق إلا الاعتراف".
والحب كلمة تتردد على ألسنة البشر فى جنبات الأرض، وعند كل أمة لها دلالة ومعنى، غير أن أمة الإسلام تضع الحب فى مراتب أعلاها حب الله والحب فى الله، فحبّ الله يكون باتباع شريعته، واتباع نبيه صل الله عليه وسلم، واقرأ فى هذا قول الله عزّ وجلّ فى كتابه المجيد "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله"، أما الحب فى الله فهو أن يحب المرء أخاه، لا يحبه إلا فى الله، لا لشىء فيه أو عنده، ودون غاية من هذا الحب، وفى أحاديث النبى صل الله عليه وسلم الكثير من الدعوة إلى التحاب والتواد والتراحم، وكلها من صور الحب السامى، الذى يصل الأرض بأنوار السماء.
وفى هذا قال ذو النون المصرى -وكان نوبيًا صالحًا يكنّى بأبى الفيض وهو من أشهر أولياء الله الصالحين- "من علامات المحب لله عزّ وجل متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم فى أخلاقه وأفعاله وأوامره وسنته".
فأين نحن الآن من هذا الإسلام وهذا الحب، فلقد صار الحب فى أيامنا هو حب الشهوات كالمال والنساء والشهرة والسلطة، وأصبحنا فصائل وجماعات يكفّر بعضنا بعضًا، ويقتل بعضنا بعضًا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة