وصلت عبوات الإخوان الناسفة إلى قلب المترو، وداخل أسوار المدارس.. الأندال يستهدفون المدنيين العزل من السلاح.
لم يعد الأمر ثأرا بين الإخوان والظالمين، كما يروج أبناء الجماعة أو يسعون لتنويم ضمائر أتباعهم، هم ينتقمون من الشعب المصرى الذى أزاحهم من السلطة، وفضح ضعفهم وفشلهم ودمر أحلامهم فى الاستحواذ والسيطرة.. لذا وجب تذكير الإخوان بأصل نبتتهم، لأن ثمرة الحادث تحمل نفس مرارة بذرة الزرع الشيطانى الكاره لهذا الوطن.
يحب الإخوان حسن البنا، يرونه إمامهم ومرشدهم الأعلى والأول، ويؤمنون بأنه مجدد القرن الماضى، وصاحب الرسالة التى لا يضيع دين الإسلام فى وجودها.
رسائل حسن البنا وأفكاره ورؤيته للدين بالنسبة للإخوان ليست مجرد وجهة نظر فكرية أو فقهية، هى فى الأصل دستور للجماعة، تعليمات واجبة النفاذ، وقرآن يلتزم به كل من وطأت قدمه أرض التنظيم.. لن تجد إخوانيا قادرا على الاعتراف بأن حسن البنا ينطق عن هوى، واستنادا لهذا المبدأ الإخوانى الصميم، يصبح كل إخوانى مشاركا فى أعمال الاغتيالات والتفجيرات ضد الدولة المصرية بالتنفيذ أو التحريض أو التمويل أو المساعدة أو الشماتة خارجا عن ملة الإسلام.
لو أنك عزيزى الإخوانى ترى الفتوى السابقة باطلة، أو محملة بهوى الخلاف السياسى، فكر مليون مرة قبل أن تسب صاحب هذه السطور وتتهمه بأنه رويبضة جاهل بأمور الدين أو عبد بيادة أوخائن أو عميل، لأن كل اتهام ستصف به من يقول على الإرهابيين خونة وخارجين عن الملة، سيرتد دون أن تدرى لصدر إمامك ومرشدك وشهيدك ومؤسس دعوتك السيد حسن البنا.
أنا لست صاحب فتوى ولا أجرؤ على فعلها، أنا أملك فقط القدرة على اتهام الإخوان والجماعات القائمة بالتفجيرات والاغتيالات بالإجرام وخيانة الوطن، أما تكفيرهم وإخراجهم من الملة والدين، فلقد فعلها حسن البنا حينما كتب بشكل صريح وواضح يقول: «وقع هذا الحادث الجديد، حادث محاولة نسف مكتب سعادة النائب العام، وذكرت الجرائد أن مرتكبه كان من الإخوان المسلمين، فشعرت بأن من الواجب إعلان أن مرتكب هذا الجرم الفظيع وأمثاله من الجرائم لا يمكن أن يكون من الإخوان ولا من المسلمين؛ لأن الإسلام يحرمها والإخوان تأباها وترفضها، ولكن مصر الآمنة لن تروعها هذه المحاولات الأثيمة، وسيتعاون هذا الشعب الحليم بالفطرة مع حكومته الحريصة على أمنه وطمأنينته وعلى القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، وليعلم أولئك الصغار من العابثين أن خطابات التهديد التى يبعثون بها إلى كبار الرجال وغيرهم، لن تزيد أحداً منهم إلا شعوراً بواجبه وحرصاً تاماً على أدائه، فليقلعوا عن هذه السفاسف ولينصرفوا إلى خدمة بلادهم، كل فى حدود عمله، إن كانوا يستطيعون عمل شىء نافع مفيد، وإنى لأعلن أننى منذ اليوم سأعتبر أى حادث من هذه الحوادث يقع من أى فرد سبق له اتصال بجماعة الإخوان، موجهاً إلى شخصى، ولا يسعنى إزاءه إلا أن أقدم نفسى للقصاص، وأطلب إلى جهات الاختصاص تجريدى من جنسيتى المصرية التى لا يستحقها إلا الشرفاء الأبرياء، فليتدبر ذلك من يسمعون ويطيعون، وسيكشف التحقيق ولا شك عن الأصيل والدخيل، ولله عاقبة الأمور».
انتهت فتوى حسن البنا السياسية والدينية، الذى استخدم فيها نفس المصطلحات التى يستخدمها الإعلام فى وصف الإخوان المسلمين عقب كل عملية اغتيال أو تفجير إرهابى، فهل يجرؤ الإخوان على وصف حسن البنا بما يصفون به الإعلام الآن؟ هل يجرؤ الإخوان أصلا على أن يقرأوا بيان البنا الشهير عقب كل عملية إرهابية يصفقون لها أو يشمتون فى ضحاياها أو يدعمونها بالمال؟.. أعتقد لا.. لأن أحدا فيهم لا يريد أن يتهم البنا بالضلال والخيانة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة