لا شك أن أحداث سيناء يوم الجمعة الماضى تشكل نقلة نوعية فى العمليات الإرهابية سواء كان هذا فى التخطيط والتدريب أو الأسلحة المستخدمة.
وذلك على ضوء ما يتم من عمليات إرهابية تتوازى مع تلك الأحداث من تنظيم داعش بالعراق وسوريا وباقى المنظمات الأخرى تحت أى مسمى فى ليبيا حيث طالت هذه العمليات القوات المسلحة فى الفرافرة أكثر من مرة، الشىء الذى يؤكد أن هناك دولاً بإمكانياتها وأمولاها وأسلحتها وراء تلك التنظيمات.
وإذا كانت هذه التنظيمات قد استطاعت استغلال الأوضاع غير المستقرة فى سوريا والعراق وقد تم الاستيلاء على أسلحة وفرض السيطرة على مساحات من الأراضى بهدف إعلان الخلافة الإسلامية، هنا فمن الطبيعى أن تكون مصر كدولة هى الجائزة الكبرى لهؤلاء وليس النظام الحاكم بعد سقوط الجماعة فى 30 يونيو، أى إن القراءة الصحيحة للأوضاع تعنى أن مصر الوطن والدولة والشعب فى حالة حرب، بل كما قال السيسى إنها حرب وجود وحرب الوجود هذه ليست عفريتا يستحضره النظام حتى لا تكون هناك ديمقراطية أو لتعيد الدولة الأمنية وجودها أو تبريراً لعدم إلغاء أو تعديل قانون التظاهر أو لتمرير قرارات تعترض عليها بعد القوى السياسية، ولكنها هى حرب وجود بالفعل، إما أن تظل مصر الوطن بتاريخها وتقاليدها وهويتها المصرية الجامعة على مدار التاريخ، وإما أن ينفذ المخطط وهو محو هويتها. فهل نحن قادرون على مواجهة هذه الحرب حيث تتمثل أمامنا الآن فلسفة هاملت «القضية أن نكون أو لا نكون» وهذا يعنى بلا مواربة وبدون لف ودوران أننا نعيش بالفعل حالة الحرب. فيمكن أن تكون هناك قرارات شتى تحتاج إلى دعم اقتصادى ومالى فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تحاصر الاقتصاد وترهق المواطن.هذا يعنى أن تتحول شعارات حب مصر النظرية إلى تجسيد عملى وواقعى.
حالة الحرب والظروف المحيطة تعنى أن يعمل كل مواطن فى موقعه أياً كان هذا الموقع بكل الجد والإخلاص، فالوطن الآن يحتاج إلى كل لحظة عمل سواء فى مجال الإنتاج أو الخدمات أو الإبداع أو الفكر. وهذا يفرض علينا أن تكون هناك نظرة أخرى نقدية لبعض الممارسات الإعلامية فى كل الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة ليس بهدف حصارها ومحاصرتها كما يتقول البعض ولكن بهدف قيامها بدورها المنشود فى مثل هذه الظروف ولا أحد ينسى دور الإعلام فى حرب 1973 أو فى كشف فساد مبارك واستبداد الإخوان. وعليه يجب أن تقوم الأحزاب الورقية من مواتها العميق وأن تنزل الشارع وأن تلتحم بالجماهير، فلا مواجهة حقيقية لحالة الحرب بدون حشد وتوعية الجماهير.
ومن الطبيعى هنا أن تعى هذه الأحزاب خطورة المرحلة وحتمية المواجهة وأن تتوافق حول أجندة انتخابية تعلى مصلحة الوطن فوق المصالح الحزبية والذاتية حتى يمكن أن نحقق الدولة المدنية التى تؤكد المواطنة وتفعل الديمقراطية وتفسح مجالًا حقيقياً أمام حرية الرأى والتعبير حيث إنه لا مواجهة فى أى مجال بغير أن يحس المواطن أنه شريك فى هذا الوطن فيكون لديه الحس العملى والانتماء الفعلى الذى يحفز على المواجهة دفاعاً عن الوطن وحماية للأرض وحفظاً للكرامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة