الحنين يجمع بين شوقى والبحترى فى "السينية "

الأحد، 26 أكتوبر 2014 05:16 م
الحنين يجمع بين شوقى والبحترى فى "السينية " أمير الشعراء أحمد شوقى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتى إليه فى الخلد نفسى

أحمد شوقى أمير الشعراء 1868-1932، واحد ممن أعادوا الحياة للشعر العربى بعد سنوات من التآكل الذى أصاب القصيدة العربية، وهو أحد أعمدة مدرسة الإحياء والبعث التى ترأسها رب السيف والقلم محمود سامى البارودى، وقد تميز شوقى بغزارة الإنتاج وجودته، كما كان له باع طويل فى المسرح الشعرى.
وهنا سنقف عند مقولته الشعرية:
وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتى إليه فى الخلد نفسى

والبيت ينتمى إلى قصيدة شوقى المسماة بسينية شوقى، والتى مطلعها:
اخـــــتلاف النــــــهار والـــــليل ينسى اذكــــــرا لـــى الصبا وأيـــــام أنسى

والتى عارض فيها الشاعر العباسى الكبير (البحترى) فى سينيته والتى مطلعها:
صُـــنتُ نَفسى عَمّا يُدَنِّسُ نَفسى وَتَرَفَّعــــــــــتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ

والذى يجمع بين الشاعرين أمر كبير يتجاوز فكرة الوزن والقافية واللغة والمعجم، فالذى يجمعهما هو "الحنين"، فالبحترى بعد مقتل الخليفة العباسى المتوكل الذى كان البحترى يمدحه وينتمى إليه، ولما كانت علاقته بالمنتصر بالله "الابن" غير جيدة ومتوترة لما كان يحسه البحترى من خيانة قام بها الابن أدت لمقتل الأب، حينها حمل البحترى رحاله إلى مدينة "المدائن" فى بلاد فارس، فلما دخلها البحترى الشاعر تذكر دورها القديم عندما كانت عاصمة الفرس ذات يوم، وكيف كان إيوان كسرى يحتل مكانة القلب منها، ورأى بقايا رسوم جميلة على جدرانها تصف معركة "أنطاكية" التى دارت بين الروم والفرس، كل ذلك أثار فى نفس البحترى حب الوصف والشجن.

بينما شوقى وهو فى أوج وجوده على الساحة الثقافية تم نفيه لإسبانيا 1915 نظرا لعلاقته الشديدة بالخديو عباس حلمى الثانى، وظن الإنجليز أنهم بنفيه سيبعدونه عن مصر ليعاقبوه، لكنهم فجروا بهذا النفى سيلا من الشعر و"الحنين" .. وعندما وطئت قدما "شوقى" أرض الأندلس/ إسبانيا ورأى آثار الحضارة العربية المتبقية التى كانت تدل على عظمة وفن العرب البنائين الذين كانوا يشكلون حضارة العالم حينهاأصابه الحنين تجاه مصر ، فصاح:
يا ابنة اليم ما أبوك بخيل ماله مولع بمنع وحبس

إنه "الحنين" الذى يمسك بزمام الشاعر ويحركه ناحية التفاصيل التى تشكل القصيدة، حتى إذا ما اكتملت فى جوفه خرجت ممتلئة بالعاطفة والصدق ليظل الناس يهتفون من بعده:

وطنى لو شغلت بالخلد عنه نازعتى إليه فى الخلد نفسى
و
شهد الله لـــــم يغب عـــــن جـــــفونى شخـــــصه ساعـــــة ولم يخل حسى



...










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة