أصدقاء نعمات البحيرى: امرأة شجاعة حفرت نفقًا فى الظلام وملأته بالنور

الجمعة، 17 أكتوبر 2014 07:59 م
أصدقاء نعمات البحيرى: امرأة شجاعة حفرت نفقًا فى الظلام وملأته بالنور غلاف رواية "يوميات إمرأة مشعة" للأديبة نعمات البحيرى
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكاتبة نعمات البحيرى، عرفها أصدقاؤها وحيدة وصبورة، ومحبة للحياة، تريد أن تضع بصمتها فيها قبل أن تتركها وترحل، كانت تشعر أن عمرها قصير، خاصة بعد أصابتها بمرض السرطان، فتشبثت بالحياة أكثر، وقاومت مرضها بالإبداع والكتابة، يسرد لنا أصدقاؤها مقتطفات صغيرة من حياتها اليومية.

تقول الكاتبة هالة البدرى، إن نعمات البحيرى أثبتت قدرتها على العيش وحدها، برغم أنها من بيئة اجتماعية، بعدما انفصلت عن زوجها الشاعر العراقى، عادت لمصر، واعتمدت على نفسها، ورفضت اللجوء إلى أهلها.

وأضافت "هالة" أن نعمات عاشت وحدها طوال عشرون عامًا، وكانت قوية، تواجه المرض حتى بعدما أصيبت بالسرطان، قاومته بأشكال كثيرة، وقررت أن تعرف عنه كل شىىء، وجمعت عنه كل المعلومات الممكنة، لتتمكن من مواجهته، وحتى انتقل السرطان من الثدى إلى مكان آخر فى جسدها، وبدأت مقاومتها تقل، رفضت أيضًا أن تعيش مع أحد، وكنت وأصدقاؤها نزورها فى بيتها، ونساعدها فى محنتها.

وتابعت "هالة"، كتبت نعمات كتاب "يوميات إمرأة مشعة"، وتناولت فيه تجربتها مع المرض، وتجارب الناس الآخرين الذين أصيبوا بالمرض ذاته، وكانت تقابلهم عند الأطباء، وعن التجارب التى كان يجريها الأطباء على جسدها، لاستكمال أبحاثهم.

واستطردت "هالة" حديثها قائلة، إن الزمن كلما كان يمر على نعمات، وتراودها فكرة أنها ستموت بسرعة، تصبح أكثر شراهة لحب الحياة، وكانت تريد الكتابة بشكل جيد حتى تترك بصمتها الأدبية بعدما تموت.

وأضاف "هالة"، أن نعمات البحيرى تركت عددا بسيطا من الكتب، فى الرواية والقصة القصيرة، وكتابة الطفل، إلا أنها كانت تجيد وصف حياتها ووحدتها، فى كتاباتها، وهى حصلت على حقها نسبيًا من قبل النقاد الذين كتبوا عنها فى مرضها.

وأوضحت "هالة"، أن هناك ثلاثة قصص قصيرة كتبتها نعمات البحيرى، ولم تنشر من قبل، وأنها تنتظر الفرصة المناسبة لضمهم لإحدى مجموعاتها القصصية، وطباعتها من جديد.

ومن جهة أخرى تقول الدكتورة عزة بدر، إن نعمات كانت تصنع من هذه الآلام كتابات موجعة، تكشف علاقتها الإنسانية بكل ما حولها، فتوجه لظروفها ضربة قاضية، وتصعد منتصرة لشرب شاى القمر، وتصعد الأشجار عند المنحنى، وترحل مع اللؤلؤ.

وتتابع "عزة" حديثها قائلة: وقفت نعمات البحيرى دائمًا ضد القهر والفقر، ولم تستسلم أبدًا للمرض والوهم، فهى امرأة شجاعة حفرت نفقًا فى العتمة وملأته نورًا ومهدته للعابرين، وغالبية كل ما يمر بهم من رحلة المعاناة مع الآلم.

وتضيف "عزة" قائلة، كانت نعمات تهدى لكل من يعرفها كتب عن السعادة، وتنصحهم بحب الحياة، والدفاع عنها، وأهدت مجموعة شاى القمر إلى نفسها، كى تنفض غبار المرض عنها كى تنهض، وقد كانت تنهض دائمًا وسريعًا.

واستطردت "عزة": عبرت نعمات من شارع الآلم إلى مدن الإبداع فى شاى القمر، ووضعت لمساتها على لوحة الآلم الكبير، الجدارية التى تركتها لنا حافلة بحب الحياة.

وتابعت "عزة" حديثها قائلة: أذكّر أنها كانت تنتقى كتبها التى تقرأها بعناية، وتصحبها معها فى غرقة جلسات الإشعاع، لتقرأها هناك، وكانت تعتبرها أصدقاءها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة