جمال أسعد

كل سنة ومصر والمصريون بخير

الثلاثاء، 07 يناير 2014 02:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليوم عيد الميلاد المجيد، كل سنة ومصر والمصريون كل المصريين بخير وسعادة وأمن واستقرار وسلام، والعيد فرحة للصغار وأمل يتجدد للكبار وأمنية بالسعادة للجميع لكل الناس، العيد لحظة تجمع للبشر حول مناسبة سعيدة ينتظرونها لكى يجددوا الحياة ويحيوا الأمل فى عام قادم سعيد، ولذا يصبح من الطبيعى كعادة المصريين أن يتشارك الجميع فى كل الأعياد والمناسبات، حيث إن المصريين هم أول من ابتدعوا الأعياد والمناسبات والاحتفالات على مر التاريخ، فلا فرق بين عيد الأضحى وعيد القيامة أو عيد الفطر وعيد الميلاد فى أن يحتفل بها الجميع دون تفرقة، فهى فرصة للتلاقى والتلاحم والتواؤم والترابط الإنسانى الذى يميز مصر والمصريين، نعم هى أعياد دينية يخص كل منهم دينيًّا وعقائديا ولكنها مناسبة عامة تخص الجميع، والمشاركة والمعايدة فى الأعياد الدينية لا تعنى المشاركة فى الدين أو الإيمان بالعقيدة الأخرى التى لا أدين بها، فهذا التصور وذاك الاجتهاد تزيد ومبالغة لا علاقة لها بالمقاصد العليا للأديان، وفتاوى عدم المعايدة على المسيحيين فى أعيادهم قد أصبحت تقليدا نسمعه فى كل عيد ليس فى زمن الإخوان فقط، ولكن حتى بعد 30 يونيو شاهدنا ذلك الخلاف بين من وجه التهنئة للأقباط ومن رفض ذلك وحدث ذلك من حزب النور الذى يؤهل نفسه بديلاً للإخوان فى قابل الأيام، هم أحرار فى التهنئة من عدمها، ولكن الأهم أنه إذا كانت هذه هى نظرة من يؤهل نفسه للحكم أو للمشاركة فيه للآخر الدينى فكيف تستقيم الأمور؟ وكيف تكون العلاقة خاصة أن اجتهاداتهم لا تقتصر على ذلك بل تتجاوز حدود فكرة المواطنة والمساواة التى يؤكدها الدستور، فمثلاً لو جاء منهم واحد فى منصب رئيس البرلمان فكيف لا يقف للسلام الجمهورى، الإشكالية هنا أن هؤلاء تتملكهم فكرة تكفير الآخر وأنهم هم وحدهم أصحاب الأيمان، وينسون ويتناسون تماماً أن الله سبحانه وتعالى هو الذى سيفصل ويحكم فى ذلك أيضاً «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن منهم بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون»، «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد»، «وقالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون»، ويقول الإنجيل «من ليس لهم ناموس فهم ناموس لأنفسهم»، وهنا فالقضية محسومة يوم القيامة ولا يحاول أحد أن يحسمها فى الدنيا، فهذا تدخل فى شؤون الله ليس من حقه ولا فى قدرته، نعم لكل الحق فى أن يؤمن بصحة وحقيقة دينه ومعتقده، فاليهود يعتبرون أنفسهم أنهم هم شعب الله المختار دون باقى البشر، والمسيحيون يؤمنون بأن كل من لا يعمد بالماء والروح لا يعاين ملكوت السموات، نعم المسلمون يؤمنون بأنهم خير أمة أخرجت للناس، نعم هذا حق من يؤمن بدين ويعتقد فى صحة عقيدته، ولكن فى نفس الوقت لابد أن تعلم أنه أيضاً من حق الآخر المختلف معك دينياً أن يؤمن بصحة وحقيقة عقيدته، ولكن الأهم هو أن الله سبحانه هو الوحيد الأوحد الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى أستار الظلام، وهو الحكم والشهيد والذى سيفصل بين الجميع يوم القيامة، فالإنسان يمكن أن يختار ما يريد ولكنه قد ولد وارثاً دين آبائه، فلنؤمن بما نعتقد ونحترم معتقد الآخر، فلنتوحد ونتوافق كمصريين خلقنا الله على هذه الأرض الطيبة لنتعايش ونعيش ونسعى فى الأرض ننتج ونتقدم حتى نخرج من هذه المرحلة الانتقالية الاستقطابية التى نعيشها ونترك الحساب لصاحب الحساب، فمن أنت أيها الإنسان حتى تتخطى قدرك؟! وكل سنة وكل المصريين بمليون خير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة