أحيانا يكون الإحساس باليأس خيارا مريحا خصوصا اليأس من التغيير وفقد الأمل فى الإصلاح قد يكون نوعا من الهروب أو الاستسهال أو الركون للخمول والكسل المستتر خلف قناع اليأس.
وقد تكون حيلة نفسية دفاعية يلقى من خلالها المرء تبعات تقصيره أو أخطائه أو ضعفه على شماعة العجز القانطة.
قد يلجأ بعضنا لهذا الخيار دون شعور منه وربما دون تصريح، لكن لسان حاله وربما بعض مقاله يصرخ بتلك المحصلة التى وصل إليها قبله سعد باشا زغلول فى تلك الكلمة المشهورة المنسوبة إليه والتى لا أدرى هل صحت نسبتها أم لا، لكن ما يعنينى هو مسارعة كل يائس إلى ترديدها سابقا إياها بقوله سعد باشا كان عنده حق كلمة: «ما فيش فايدة».. لا أمل.. ضاعت البلاد والعباد.. انتهى الأمر.. بايظة بايظة فليقلها بأى صياغة أو أسلوب لكن النتيجة النهائية لمذهبه هى اليأس.
نعم ربما توجد آلام وتتزايد وتتضافر إحباطات وتتكاثر ويغدو الكوكب بالتدريج مكانا موحشا ولربما يدعوك جل ما حولك ومن حولك لليأس ويدفعك بيد غليظة للقنوط يدعوك جلد الفاجر وبأس المنافق ويدفعك عجز الثقة وأحيانا حماقته.
دمعات حزينة قد تجد طريقها من قلب مكلوم إلى عين دامية سرعان ما تتحول إلى غصة خانقة تنمو تدريجيا لتكتم أنفاس الأمل فى حلقك الجاف كلما تصاعد من حولك عبق الخسة المقزز وعصفت بك رياح الكذب المنتنة التى تفوح من أفواه الأوغاد اللزجة، كلما فتحوها لينبسوا ببنات سفاح من بين شفاههم الشامتة والحاقدة، نعم مهما تجلد المرء فإنه يجد كل ذلك أحيانا، لكنه يعود ليفكر مليا هل يملك هذا الترف؟! هل يملك ترف أن ييأس؟! هل لديه خيار الإحباط؟! وهل من حقه الهروب من مواجهة واقعه والانكسار أمام مشاكله والاستسلام.
هنالك تسارع حروف عثمانية مشكلة رسمها يوما على قلبه قبل أن يحفظها فى صدره لتمثل أمام عينيه زاجرة لنفسه ومذكرة إياها وناهية لها ومبددة لسحائب تلك الخواطر السوداء.
«وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ» الكافرون؟! اليأس إذاً ليس مجرد خيانة كما يحلو للبعض أن يردد، اليأس كفر، والكافرون فقط هم من يملكون هذا الخيار الكئيب، وأنت لست منهم وما ينبغى لك بل لك رب قريب سميع مجيب.. لك رب قدير مقتدر يقول للشىء كن فيكون
لك رب فتاح نصير ولى عزيز، إن يكلك إلى نفسك هلكت فى غيابات جب اليأس المظلم، وإن يتول أمرك نجوت بإذنه وهو يتولى الصالحين...
هنالك يشرق القلب بالأمل من جديد وتنسكب على ثنايا الفؤاد عطور الفأل الحسن المفعمة بعبير حسن الظن ممزوجا برحيق العمل، وهنالك أيضا تزول الغصة وتتلاشى الغشاوة، ويستطيع المرء أن يكمل بينما يحدو طريقه نداء جليل... يا رب، لو فعل لانشرح صدره ولاستيقظ الأمل فى قلبه ولتعلق ذلك القلب بربه الذى يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم لو فعل لقال بلسان حاله ومقاله عكس ما يردده موافقو سعد باشا
لقال: إن كان سعد باشا قد قالها فالحقيقة إنه ما كانش عنده حق
وبإذن الله....
فيه فايدة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة