المؤكد أنها حرب خاسرة لكن الإخوان ماضون فيها إلى النهاية، غير مبالين بالدماء والقتلى وترويع الآمنين وأعمال العنف والتخريب، حرب لن تعيدهم إلى السلطة، بل تعمق الكراهية وتشيد حولهم أسوارا من العزلة، ولم يستفيدوا من دروس الماضى والحاضر، ويكتبون نهايتهم بأيديهم ويجعلون عودتهم إلى الحياة السياسية مستحيلة، بعد أن خسروا كل شىء، وفقدوا معالم الطريق إلى المستقبل.
فمصر تسابق الزمن لاستكمال خارطة الطريق، وسيكون لها رئيس منتخب فى غضون شهرين، وبعد ذلك انتخاب مجلس النواب بعد ستة شهور، بينما الجماعة الإرهابية غارقة فى أوهامها المصبوغة بالدماء، بعودة المعزول وجماعته، بالضبط كما كانوا يؤكدون عودته فى رمضان الماضى، ولم يعد ولن يعود حتى بعد خمسين رمضان.
بعد انتخاب الرئيس الجديد لن تنظر مصر أبدا إلى الوراء، وليذهب المعزول وشرعيته الكاذبة إلى مزبلة التاريخ، فالشرعية للوطن وليس لفرد ولجموع الشعب وليس لجماعة أو عشيرة، وستصبح شرعيتهم مثل أصنام الكعبة التى يعبدونها ثم يأكلوها.
والرئيس القادم أمامه صعاب وتحديات تنوء عن حملها الجبال، ولن يكون فى مقدوره إلا الضرب بيد من حديد على من يهدد أمن واستقرار الوطن، أو ينال من سلامة المصريين، الذين جاءوا به ليأخذهم إلى معركة البناء والتنمية، واستعادة دور مصر ومكانتها.
وإذا استمرت الجماعة الإرهابية فى حربها القذرة، فلن تجد أمامها إلا شعب وجيش وشرطة، «إيد واحدة»، وتصميم أكيد على استئصال من يعوق مسيرته، ولن تنقذهم أكاذيبهم وتمسحهم بالإسلام، بعد أن ذاق الناس مرارة حكمهم واكتووا بنارهم، وتهاوت تحت الأقدام أساطير الخداع، التى روجوا لها على مدى ثمانين عاما.
مستقبل مصر أمامها ومستقبلهم وراءهم، وحربهم الخاسرة لن تكسبهم أرضا بل مزيدا من الضحايا والآلام، فليرحموا شبابهم الذين يزجون بهم فى النار، ويسلحونهم بالخرطوش والمتفجرات بدلا من العلم والإيمان، وليوقفوا عمليات غسيل المخ لجيل جديد، تربى على كراهية مصر وشعبها، وضل الطريق إلى الإسلام الصحيح.
فالقاتل لن يرتقى إلى السماء إذا قتل بل إلى حفرة فى النار، وجيل العواحيز الذى ينضح مرارة وغلا وحقدا، يحكم على شبابهم بالموت والفناء، ومن الصعب على النفس أن ترى بعضا من شباب الأمة يحمل السلاح ضد شعبه، ويتحولون من عناصر للبناء والتعمير، إلى دمى للقتل والإرهاب، فمن يوقف جنون عواجيز الإخوان، الذين يذبحون شبابهم على مقصلة الخيانة والعمالة وبيع الوطن؟
المؤكد أن الحرب التى يخوضها الإخوان ضد وطنهم خاسرة، لكنهم لن يتراجعوا ويحرقون كل طرق العودة إلى أحضان الوطن، فالدماء الذكية لشهداء الوطن الأبرار من رجال الجيش والشرطة، لا يمكن العفو عن مرتكبيها أو التصالح بشأنها، وسلميتهم المدججة بالسيارات المفخخة لم تعد تنطلى على أحد، وأحلامهم الشيطانية بالعودة إلى السلطة من بوابة الفوضى إلى زوال، وسياسة الأرض المحروقة التى يسيرون على هديها لم تحرق سواهم، هم الذين اختاروا طريقهم وكتبوا نهايتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة