أثارت التسريبات الصوتية للباحث والإعلامى د.عبدالرحيم على، جدلا واسعا فى الشارع السياسى ما بين أحقية المجتمع لمعرفة ما كان يجرى وراء الكواليس أثناء قيام ثورة 25 يناير، والمؤامرات التى كانت تحاك خلفها، وبين احترام الخصوصية وسيادة الدستور القانون فيما يختص بحرمة الحياة الخاصة التى تضمن وسائل الاتصال والمحادثات الهاتفية، وليس الجانب القانونى فقط، ولكن هناك جانبا أخلاقيا فى كل الأحوال نظرة مجردة للموضوع فى أى دولة مستقرة تعيش أجواء طبيعية، يكون الانتصار لسيادة القانون والدستور واحترامه، ولكن ماذا عن أجواء الحرب؟ بل أريد أن أتذكر فى حرب 73 هل كانت المخابرات العامة والمخابرات الحربية تعزف وتتعفف عن التنصت على أى شخص مشتبه فيه يتخابر مع الأعداء؟ كانت تبقى كارثة، لأن فى حالة الحرب تكثر وتتكاثر الجواسيس بأعداد تفوق حالة السلم وهذا معروف! وطبيعى أيضا أن كل أجهزة الدولة تقف على قلب رجل واحد فى مواجهة الأعداء بما فيها النيابة العامة والقضاء، والتى تعطى، وفقا للقانون، إذنا فوريا للأجهزة المعنية للتنصت على أى مشتبه به فور توفر الأدلة التى ترفعها الأجهزة المعنية للنيابة العامة!
نعود إلى التسريبات الصوتية الأخيرة لبعض «نشطاء» و«رموز» ثورة 25 يناير.. قضية مفصلية هنا يجب قطعها قبل تحليل تبعات هذه التسريبات: هل هناك قناعة بأننا فى حالة حرب على الدولة المصرية بدأت فى 25 يناير 2011 أم لا؟ هل هناك قناعة أيضا بأن هذه الحرب ليست تقليدية وحرب من حروب الجيل الرابع التى تجند كيان عميل «إخوان وعملاؤهم» ومستعد للخيانة داخل الدولة أم لا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فسيسهل تفهم أهمية هذه التسريبات، رغم عدم قانونيتها ودستوريتها وربما «أخلاقيتها»! حروب الجيل الرابع أشد وأشرس أنواع الحروب، لأنها تخلق عدوا داخل الدولة وتجنده ليقوم بالحرب بالوكالة من داخل أبناء الشعب الواحد، من خلال دول تخطط ودول تمول وأجهزة مخابرات وإعلام تفتت البنية الوطنية وتشيع الفتنة والفرقة لهدم الدولة من الداخل، والهدف النهائى مثل أى حرب هو السيطرة والسيادة التامة على مقدرات وموارد هذه الدولة! حروب الجيل الرابع بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد بالأساس على واجهة نبيلة وأخلاقية لضرب الدولة فى العمق مثل وجوب التخلص من أسلحة كيماوية - تشجيع الثورات على نظم ديكتاتورية - حقوق الإنسان - دعاوى الديمقراطية - إلخ.
تسريبات الصندوق الأسود أظهرت أن هؤلاء الشباب كانوا يتلقون دعما من منظمات غربية، وبعد انكشاف المؤامرة بوضوح تام، كنت أتوقع اعترافهم بخطأ التعاون مع هذه المنظمات، وأنهم لم يعلموا، لكن التمادى والبجاحة وادعاء المظلومية عن استهداف ثورة 25 يناير، كلها تثير علامات استفهام كبيرة! ثم لم أفهم أيضا ما سر سرقة وثائق وهارديسكات من أمن الدولة؟ الطبيعى أن يكون لك ملف فى أمن الدولة، مثلا أنك كنت معارضا سياسيا ضد نظام مبارك، أتذكر عندما كلفت بوزارة الاتصالات فى حكومة عصام شرف، وبعد زوبعة علاقتى الوهمية بإسرائيل بقيادة الإعلامى المهنى يسرى فودة، واستبعادى بناء على ذلك، ذهبت إلى وزير الداخلية وقتها منصور العيسوى للاستفسار عن الموضوع، والذى أنكر كل هذا الهراء جملة وتفصيلا، وكشف لى بنفسه تقارير الأجهزة الأمنية وأمن الدولة، وكل ما قيل فيها إن نشاطى السياسى المعارض للنظام بدأ فى 2010 وقت انضمامى للجمعية الوطنية، ولا يوجد ما يشيننى فى ذلك أو يسىء إلى لا أكثر ولا أقل! ما وددت أن أقوله: إن اختزال البعض ثورة يناير فى مجموعة من النشطاء عليهم علامات استفهام حقيقية، ونتمنى منهم توضيح الصورة، هو قمة الغباء بل والظلم للشهداء، ولملايين المصريين الذين نزلوا فى يناير لهدف شريف مجرد، وهو وطن أفضل!
اقرأ أيضاً..
الاستئناف تحدد 28 يناير لمحاكمة "مرسي" و130 من قيادات الإرشاد والتنظيم الدولي في "اقتحام السجون".. أول قضية ينظرها القضاء المصري أمام دوائر "الإرهاب".. وأوراق القضية تضم 71 متهما أجنبي من حركة حماس
وزارة العدل: ننتظر الرد القطرى فى تسليم عاصم عبد الماجد
شارون بين الحياة والموت.. ينتظر الرحيل بعد تدهور حاد فى صحته وتوقف معظم أجهزته.. والأطباء يتوقعون وفاة مدبر مذبحة "صبرا وشاتيلا" خلال 4 أيام بعد 8 سنوات من "الغيبوبة الدماغية"
عمرو جاد يكتب : الشيطان قد يبدو نظيفاً أيضاً
طبيب الأهلى: 8 لاعبين يغيبون عن لقاء سموحة
كاريزما "حكيم" وأناقة "جنات" وشقاوة "بوسى" فى رأس السنة.. وصافيناز تشعل الاحتفالات برقصات جديدة
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح
أتفق مع الكاتب
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام ابو الفتوح
lمفيش حقوق للخونه
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
حازم
انت رجل رائع محب لمصر ومصر تحبك
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام حجازي
وداعا دبدوب الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
فعلا حروب الجيل الرابع اخطر انواع الحروب وبدات فى نهاية الثماننبات
عدد الردود 0
بواسطة:
الاسد يتكلم
الكاتب من اوائل من تحدثوا عن الطابور الخامس
عدد الردود 0
بواسطة:
yaser zaki
اتفق مع الكاتب
لك الله يامصر ودماؤنا فداك
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر مليئه بالرجال الحقيقيين
د.حازم .. أنت نموذج رائع لأنسان طبيعى وطنى و مخلص و متعلم و مثقف
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد ياسين
خسارة يا دكتور حازم
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed king
للاسف