ما أجمل بريق كرسى الحكم حتى ولو كان فى أقصى بقاع الأرض، فالسلطة لها جاذبية، وغالبًا ما تصيب من هم فى مصاف المقربين والمنتفعين منها، فتصنع السلطة رجالًا يمتلكون الثروة والجاه والقوة، وهذا المشهد لا يختلف على مر العصور، وتصبح تلك القوة قائمة ما دامت سلطة الحكم فى أوجها وازدهارها، وتذبل بزوال تلك السلطة الحاكمة.
وإذا أعطينا مثالًا لما نعيشه من ظروف بعد ثورة 25 يناير، فقد حاول المجتمع لفظ كل من كان حول مؤسسة النظام الحاكم، وعلى وجه الخصوص السياسيين ورجال الأعمال، ولم يدرك البعض أن هؤلاء مصريون، ولا يمكن أن نرمى بالتهم كل من عمل فى النظام السياسى فترة حكم حسنى مبارك، فمن تثبت إدانته يجب محاسبته بالقضاء العادل.
كثير من رجال الأعمال الشرفاء يمثلون عصب الاقتصاد المصرى ويعمل لديهم آلاف المصريين، ولايعنى أن نرفض نظامً سياسيًا، أن نقوض كل أركان النظام الاقتصادى فى مصر، وهذا ما ينطبق على نظام الرئيس المعزول محمد مرسى، فكل نظام كما ذكرنا له رجالاته، الذين يلتفون حوله، ويمسكون بعصب الاقتصاد من خلال المصانع والشركات والكيانات الاقتصادية، فلا يعنى سقوط نظام مرسى أن نعصف بكل رجال الأعمال الذين يمتلكون أصولًا اقتصادية وشركات ومؤسسات تجارية يعمل بها آلاف العمال والموظفين، فإذا قادتنا الأصوات والآراء المتعصبة، لهدم تلك الكيانات الاقتصادية، ففى تلك الحالة سنساهم فى تشريد آلاف المصريين الذين لا علاقة لهم بالسياسة، وسنزيد من معدلات البطالة التى تشهدها مصر الآن.
والأشد خطورة هو أن من يفقد مصدر رزقه، ويجلس فى بيته أو على المقهى بلا عمل، سوف يكون تربة خصبة لصناعة إرهابى دون أن يدرى، فأعين أعدائنا لا تغفل عنا، فلا نعطى لهم الفرصة لكى يصنعوا من إنسان سوى إرهابى يفعل أى شئ من أجل لقمة العيش، ولا نريد أن نضعف من انتماء المصريين لوطنهم مصر الذى يفتح ذراعيه للجميع، فالتسامح بين أفراد الوطن الواحد هو السبيل للقضاء على حالة الانقسام الذى يشهدها المجتمع المصرى، ومن أجرم فى حق الوطن فذلك شأنه يحاسب بالقانون، بعيدًا عن تصفية الحسابات، فالوقت يمضى ورجل الشارع ينتظر الانفراجة، ودوران عجلة العمل والإنتاج، من أجل وطن يأخذ بأسباب الرفاهية والتقدم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة