حسب علمى، فهذه هى المرة الأولى فى تاريخ الجيش المصرى الحديث (أسسه محمد على باشا عام 1820) التى يدعو فيها قائد هذا الجيش الشعب إلى التظاهر السلمى، ذلك أن الدعوة التى أطلقها صباح أمس الأربعاء 24 يوليو 2013 الفريق أول عبد الفتاح السيسى لنزول المصريين إلى ميادين الجمهورية، كلها غدا الجمعة 26 يوليو تنديدًا بالإرهاب، تؤكد أن الأمر جد خطير، وأن الجيش فى حاجة إلى تعزيز التفويض الذى ناله من غالبية الشعب فى 30 يونيو الفائت ليواصل دوره فى الحفاظ على أمن الوطن والمواطن، بعد أن رأينا خسة الإرهابيين وعنفهم تتبدى فى مناطق متعددة من الجمهورية طوال الأيام الماضية، وآخرها أمس فى قنبلة الدقهلية ومناطق متفرقة من سيناء.
فى ظنى أن هذه المظاهرات القادمة ستكون الأضخم فى تاريخ البشرية، وسوف يتجاوز عدد المشاركين فيها الملايين الذين خرجوا فى 30 يونيه الفائت، وأنها ستلقن العالم درسًا مذهلاً فى تعاضد الشعب مع قواته المسلحة، وأسبابى فى ذلك هى:
• نحن المصريين شعب طيب قادر على تحمل الظلم والاستبداد والفقر، وقد يقبل بهذه المصائب إلى حين، لكننا أبدًا لا نسامح الغدر والغدارين، وما ارتكبته الجماعات الإرهابية المتأسلمة بعد عزل الدكتور محمد مرسى على يد الشعب وبمعاونة الجيش يكشف بوضوح كم هم غدارون، يروعون ويقتلون غدرًا (قناصة/ تفجيرات عن بعد)!
• ظن المصريون أن الدعوة إلى المصالحة الوطنية قد تلقى استجابة من قادة تلك الجماعات المتاجرة بالدين، فلما وضح أنهم لن يستجيبوا لهذه الدعوة وظلوا فى غيهم يعمهون، يحرضون ويعذبون ويقتلون، تأكد المصريون ألا أمل مع هؤلاء القادمين من القرن 18 ليسيطروا علينا فى القرن 21، لذا سيخرج عشرات الملايين لتقول لقواتها المسلحة والشرطة.. واجهى هؤلاء القتلة بكل حزم وبالقانون.
• بات واضحًا لجماهير الشعب أن خيط الإرهاب الأسود موصول بين قادة معتصمى إشارة رابعة العدوية وأرض سيناء الحبيبة، وأن هؤلاء القادة لا يفهمون ولا يجيدون قراءة الأحداث، فكلامهم عن عودة الشرعية يكشف مدى جهلهم السياسى والاجتماعى، ذلك أن أكثر من 30 مليون فرد قد خرجوا وأسقطوا الشرعية عن الرئيس، فعن أية شرعية يتحدثون؟
• لا ريب فى أن المصريين قد تعبوا طوال عامين ونصف العام من الفعل الثورى، وأنهم يطمحون إلى استقرار لبناء بلدهم من جديد على أسس تنشد الحرية والعدل، لذا فإن بؤر الإرهاب التى تطفح هنا وهناك أن لها أن تدمر ويقبض على قادتها ويقدموا إلى المحاكمة.
• للأسف صار قادة جماعة الإخوان ومن لف لفهم مثل الدمل فى جسد الإنسان، قد يتحمل آلامه وعذاباته مادام فى حدود المتاح، لكن إذا تضخم الدمل، وبدأ يجور ويدمر خلايا حيوية أخرى فى الجسد، يضطر المرء إلى إزالة هذا الدمل رغم الآلام، حتى يضمن لبقية جسده المعافاة والصحة السليمة.
لهذه الأسباب أعتقد أن مظاهرات الجمعة 26 يوليو ستكون الأضخم فى تاريخ مصر والعالم، لأن الدمل الإخوانى بات لا يحتمل، وعليه فإن القوات المسلحة هى الوحيدة القادرة على إجراء هذه العملية الجراحية الدقيقة بموافقة ودعم الشعب، ويبدو أنها ستظل كذلك لسنوات طويلة مقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة