المصالحة هى محاولة التقريب بين طرفين مختلفين وهذا لا يكون بغير قناعة الطرفين بهذه المصالحة، أولاً حتى يعمل كل طرف على إعادة تقييم موقفه وسلوكياته بما يتوافق مع الطرف الآخر، حتى يمكن الوصول إلى منطقة مشتركة، وهذا يصلح فى مجال الأسرة أو بين الأصدقاء والجيران، فهل يصلح هذا فى قضايا الأوطان؟.. وهل ما حدث ويحدث منذ هبة يناير ووصول مرسى وجماعته للحكم ثم فشله فى كسب مصداقية الجماهير ومن ثم فشله فى حكم مصر وحل مشاكل الجماهير ثم قيام ثورة 30 يونيو فإسقاط مرسى وما استتبعه من اعتصامات وتهديدات وإسالة دماء وقطع طرق وتهديد للأمن القومى فى سيناء، فهل هذا المناخ وتلك الممارسات تربة صالحة وخلفية مناسبة لهذه المصالحة؟ وإذا كانت المصالحة تفرض التنازل أحيانًا عن الحق الخاص، فمن يملك التنازل عن حق الوطن؟ وإذا كان الإخوان حتى الآن يلعبون بطريقة النتائج الصفرية «كل المكاسب أو كل الخسائر» ويطالبون بعودة مرسى، فهل هذا نوع من كسب الأوراق للعب بها على الطاولة، أم أن هذه هى قناعتهم الفعلية؟ وهل عدم اعترافهم حتى الآن بأى خطأ سواء منذ يناير حين قفزوا على الثورة ثم وصولهم للحكم ومحاولة اختطاف الوطن وأخونته ومحاصرته فى إطار تنظيمهم، فهل هذا يعنى أنهم الملائكة التى لا تخطئ أم أنهم هم ملاك الحقيقة المطلقة، أم أن حالة الغرور والاستكبار وقد أصبحت جزءا من تكوينهم النفسى؟ وإذا كان كذلك فكيف تكون المصالحة؟.
وإذا كان التنظيم لم يخطئ وأن مرسى كان من أعظم الحكام، فلماذا رفضه الشعب تمرداً وتظاهراً مع العلم أن الصندوق ما هو غير شكل لقياس الرأى العام وما تريده الجماهير.
Vوهناك كثير من الآليات التى يمكن التعامل معها غير الصندوق، خاصة عند رفض الصندوق للاحتكام لانتخابات رئاسية مبكرة، وإذا كانوا رافضين للمصالحة التى تجعلهم معترفين بأخطائهم، فكيف يكون الخروج الآمن لمن أساء للوطن ولأمنه، نعم للمصالحة والمشاركة فهذه حقوق لكل مصرى يعشق وطنه ويحب بلده ويعمل على رفعته وتقدمه ويعلى مصلحة وطنه على كل البلاد، كل من يفخر بوطنه ويعتز بوطنيته، وأن هذا الوطن لكل أبنائه دون تفرقة أو تمييز، وأن لا أحد يدعى الحقيقة المطلقة، وأن مصر متدينة ومسلمة ولا فضل لمتدين على آخر، فهذا حسابه عند الله، أما الخروج الآمن فهو حق لكل من لم يلوث يده بدماء أو لمن لا يحرض على سفك دماء، وإذا كانت مصر لكل المصريين، فهذا يعنى التوافق حول دستور يعبر عن كل المصريين على أحد، غير ذلك سندور فى الحلقة المفرغة التى ستصيب الجميع، والمصالحة والخروج الآمن هو كيف نجعل مصر لكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة