ناصر عراق

خطة العريان فى تحطيم الوجدان!

الأحد، 24 مارس 2013 09:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتبه.. فالهجوم العنيف الذى شنه الدكتور عصام العريان مؤخرًا على جمال عبد الناصر ليس من باب الخلاف السياسى مع رئيس دولة مات منذ 43 سنة فحسب، بل هو بند أساسى فى خطة مريبة تستهدف تحطيم وجدان شعب مصر، ومعه شعوب الأمة العربية، من أجل نسف فكرة الدولة الوطنية نسفاً تامًا.. وسأشرح ذلك توًا!

الهدف واضح فالعريان، أحد أقطاب جماعة الإخوان المسلمين، لا يؤمن بمفهوم الدولة القومية، بل يؤمن بفكرة الأمة الإسلامية التى تمحو الحدود الوطنية والتباينات الثقافية واللغوية بين الشعوب المختلفة، فيستطيع الإخوان آنذاك أن يحكموا ويفرضوا سيطرتهم فى وقت واحد على المصريين والسوريين والعراقيين والمغاربة والأفغان والباكستانيين إلى آخره.

هذا هو الهدف المعلن والمشبوه للإخوان، (تذكر طز فى مصر التى قالها مرشدهم السابق لسعيد شعيب)، وإلا ما الداعى الآن لأن يصب الدكتور العريان مياه حقده على رجل رحل قبل 43 عامًا؟ علمًا بأن عبد الناصر ليس مجرد رجل حكم مصر 18 عامًا فقط، بل استطاع بقراراته السياسية المنحازة فى أغلبها لفقراء هذا البلد أن يسهم بنصيب لا بأس به فى إعادة الكرامة الوطنية لغالبية المصريين، وإشاعة قدر من العدل الاجتماعى، الأمر الذى أهله لأن يحتل موقعًا مرموقاً فى قلوب معظم أهالى شعب مصر والعرب، فى حياته وحتى الآن.

أرجو ألا تظن أننى بصدد الدفاع عن عبد الناصر، فتاريخه ونضاله وأمانته وجنازته وأنصاره، وصوره التى يرفعها الشباب الآن فى المظاهرات المطالبة بالحرية والعدل.. كل ذلك بقادر على الدفاع عن تاريخ رجل حاول وأخلص، فنجح كثيرًا وأخفق قليلاً.

إنما أحاول أن أفسر لماذا يصر الإخوان والعريان على تشويه صورة عبد الناصر، فلا يكاد يمر أسبوع إلا ويطلع علينا واحد منهم يكيل السباب على الرجل، فيسعون إلى طمس تجربته ومحو عهده. وأظن أن هناك أسبابًا ثلاثة وراء هذا الهجوم المتواصل على عبد الناصر منذ قاده الرئيس السادات قبل أكثر من أربعين سنة، وهى:
1- نسف فكرة الشعور الوطنى للمصريين التى قام عبد الناصر بدعمها وتعزيزها بعد أن أحياها مفكرو النصف الأول من القرن العشرين عقب ثورة 1919 أمثال أحمد لطفى السيد وطه حسين والكوكبة العظيمة من المبدعين والكتاب والفنانين. والكل يعرف أن نسف الشعور الوطنى ومن يمثله ييسر الأمر كثيرًا على الإخوان كى يعيدوا تشكيل أفكار ووجدان الناس على هواهم، فلا وطن عندهم ولا دولة قومية، بل أمة إسلامية (تلم الشامى على المغربى على الأفغانى) لا أعرف كيف؟!
2- الثأر من حاكم رفض مطالبهم فى المشاركة بالحكم عقب استيلائه على السلطة فى 1952، ثم قام باعتقال الكثير من أعضاء الجماعة، ناسين أن الصراع على السلطة شر لا بد منه على مر التاريخ، وقد لقى ثلاثة من الخلفاء الراشدين مصرعهم بسبب هذا الصراع (عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب وهم من هم)، كما أن صلاح الدين الأيوبى الذى يفتخرون به، ونحن معهم، قام بقتل حكام الفاطميين وأسرهم وأطفالهم فى مصر حين استولى على السلطة وأسس دولته الأيوبية، حيث لم يترك فاطميًا واحدًا على قيد الحياة، وقد نسى التاريخ له هذه المجازر واحتفظ له بنصره العظيم على الصليبيين! الأمر نفسه حدث مع عبد الناصر وسيحدث، وتخيل ماذا سيقول عنه التاريخ بعد قرن من الزمان، وبعد أن نكون أنا وأنت والعريان والإخوان فى ذمة الله؟ سيبقى من الرجل انتصاراته البهية، وستختفى إخفاقاته وتنساها الأجيال الجديدة.
3- أما الهدف الثالث من وراء هجوم العريان على عبد الناصر فى هذا الوقت بالذات فيتمثل فى جرجرة الناس إلى مناقشة قضايا قديمة، وإنهاك المعارضين للإخوان فكريًا من أجل مواصلة خططهم المشبوهة فى أخونة الدولة، وتدمير المجتمع وضعضعة مؤسساته، وها هى مصر العظيمة تشهد أسوأ مرحلة فى تاريخها كله، حيث تمكن مرسى وجماعته من تقسيم المصريين بصورة بائسة لم تحدث منذ أن وحد مينا القطرين قبل 5000 عام!

رجاء.. إذا رأيت العريان يشتم عبد الناصر مرة أخرى، فتذكر مرسى وجماعته (ومهاراتهم) الخارقة فى تقسيم مصر، وتفتيت وجدان شعبها العظيم!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة