قناعتنا الكاملة بأن الدكتور محمد مرسى لا يملك أى شىء فكرى أو محترم أو عليه القيمة، يمكنه أن يقدمه لنا فى تصريحاته أو خطاباته، تدفعنا للتعامل مع كلماته باستهتار وتجاهل، وكأنها لم تكن، أو كأن كثرة الأخطاء المخجلة، أو الارتجال الرئاسى المثير للشفقة، تدفعنا لأن نتمنى عدم وجود الدكتور مرسى نفسه.. فلا أنا ولا أنت ولا مصر تستحق أن يكون لها رئيس تثير كلماته وتصريحاته شفقة الناس عليه وعلينا، ولا أنت ولا أنا ولا مصر بتاريخها تستحق أن يكون لها رئيس كل خطاباته وكلماته تنتمى لفن المونولوج، وما كان يقدمه عادل الفار وحمادة سلطان، والأهم من كل ما سبق أنه لا أنا ولا أنت ولا مصر تستحق أن يكون لها رئيس حظه من المعرفة والثقافة صفر. مصر لا تستحق أن يكون لها رئيس مقتنع بأن شاعر مصر الكبير إبراهيم ناجى مسيحى، وواحد من شعراء المهجر المشهورين، كما قال فى حوار تليفزيونى.
كل هذا الخجل والكسوف الذى تشعر به بسبب رئيسك يدفعك مثلما يدفعنى لتجاهل الاستماع لخطاباته وكلماته ورؤيته، حفاظا على ما تبقى لك من كرامة وحب للوطن، وحفاظا على ما تملكه من معلومات ومعرفة من التشويه الذى يمارسه الرئيس بمعلوماته المغلوطة. وبناء على ذلك تجاهلنا جميعا الإنصات لخطبة الرئيس فى باكستان أمام علمائها ومثقفيها أثناء تسلمه شهادة الدكتوراة الفخرية، لكنّ رجلا مصريا هو الدكتور يوسف زيدان امتلك القدرة العصبية على المتابعة، وقرر أن يجاهد فى سبيل مصر، ويضحى ويستمع للخطاب كاملا، ليكشف لنا عن مأساة كبرى ارتكبها محمد مرسى فى حق مصر عبر خطابه الذى تضمن العديد من الأخطاء المعرفية والثقافية، رصدها الدكتور زيدان بالشكل التالى مخاطبا الرئيس: «الأخطاء التى وردت فى كلمتك أمام علماء باكستان كانت شنيعة، ولا يخفى خطؤها على أى قارئ عام أو مثقف متوسط الحال.. وإليك بعض أخطائك:
البيرونى الذى نطقت اسمه بطريقة خاطئة، «بتسكين الياء التى بعد الباء» لم يكتشف الدورة الدموية الصغرى، ولم يسمع بها. الذى قام بذلك هو «ابن النفيس» الذى اكتشف الدورتين، الكبرى والصغرى، وقد قام بذلك فى مصر بعد زمن البيرونى بعدة قرون من الزمان. والبيرونى، يا رئيس مصر، لم يشتغل بالفلسفة مثلما زعمتَ فى كلمتك، وكان متخصّصا فى علوم أخرى. والكتاب الذى امتدحه فيه «جورج سارتون» عنوانه: «مقدمة فى تاريخ العلم»! وليس كما قلتَ أنت «فى مقدمة كتابه: دراسة فى تاريخ العلم».
و ابن الهيثم، يا رئيس مصر، لم يُعلّم الدنيا التشريح حسبما جاء فى كلمتك، إنما برز فى الهندسة والبصريات، وليس له إسهام فى الطب ولا التشريح. وجابر بن حيّان، يا رئيس مصر، لم يؤسّس علم الكيمياء كما زعمتَ فى كلمتك، فقد كانت الكيمياء معروفة من قبله بقرون عند اليونانيين والإسكندرانيين والعرب المسلمين. وابن خلدون، يا رئيس مصر، لم يُعرّف علم الاجتماع مثلما قلتَ فى كلمتك، إنما ابتكر ما أسماه «علم العمران البشرى» الذى رأى بعض الدارسين أنه كان مقدمة لعلم الاجتماع الذى أسّسه أوجيست كومت وإميل دوركايم وآخرون».
هل رأيت إهانة لمصر حاضرا وتاريخا أكثر مما يفعله محمد مرسى عبر خطاباته وقراراته؟، هل مر عليك يوما رئيس دولة فاشل حتى فى تدقيق معلومات كلمته للجماهير؟، هل مرت عليك إهانة لمصر أقسى من تلك الإهانة التى حلت بها حينما أصبح هذا الرجل رئيسا لها؟.. أخلص الإنصات إلى ضميرك وستجد الإجابة.. «لأ»!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة