ناصر عراق

الرئيس المسكين وانعدام الحس السياسى!

الإثنين، 11 مارس 2013 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يذكرنى موقف الرئيس محمد مرسى هذه الأيام العصيبة، بموقف مبارك فى أثناء اندلاع ثورتنا (المغدورة) فى يناير 2011، ذلك أن ردود الفعل للقابع فى قصر الرئاسة الآن تتسم بانعدام الحس السياسى تمامًا، بالضبط مثل مبارك، فالرجل اختفى نهائيًا من المشهد، على الرغم من اشتعال الأحداث بشكل مذهل خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.

خذ عندك: حرق نادى الشرطة بالزمالك ومقر اتحاد كرة القدم أول أمس عقب إعلان الحكم فى مجزرة بورسعيد، والدماء التى تسيل فى محيط قصر النيل، وسحل وتعرية متظاهر فى ميدان سيمون بوليفار، وانسحاب الشرطة من بورسعيد، واستلام الجيش أمن المدينة، وغضب الجماهير فى المحلة والمنصورة ومظاهرات الضباط والجنود ضد وزير الداخلية وغلق الأقسام وامتداد العصيان المدنى إلى الإسكندرية صباح اليوم 10/3/2013 وغير ذلك من البؤر المشتعلة فى أرجاء الوطن، بينما السيد الرئيس، ورئيس وزرائه وحكومته.. كلهم يتمرغون على وسائد الكسل السياسى، والبرود الاجتماعى!

قد يسألنى أحد منكم عن أى رئيس أتحدث؟ مرسى أم المرشد أم نائبه أم قادة جماعة الإخوان كلهم؟ ولأن الجميع أدرك أن الذى دخل عرين الرئاسة فى آخر يونيو الماضى رجل قليل الحيلة محروم من الذكاء السياسى، كما أثبتت الشهور الثمانية الأخيرة، فإن الكل يعرف الآن أن الذى يحكم مصر هو مكتب إرشاد جماعة الإخوان! وهو أمر مؤسف أدى إلى سلسلة بائسة من الكوارث السياسية والاجتماعية نظرًا لجهل الجماعة بفنون حكم بلد استثنائى مثل مصر من ناحية، ونظرًا لهوسها بالسلطة من ناحية أخرى!

حسناً.. إذا كان هذا الكلام صحيحًا، وأظنه كذلك، فماذا نتوقع بعد (حريق القاهرة) أول أمس؟ تجربتنا القصيرة مع مرسى وشركاه تؤكد أنهم لن يفعلوا شيئاً سوى الصمت حتى تمر العاصفة من وجهة نظرهم. تذكر سكوتهم المريب عندما اندلعت الاحتجاجات ضد تشكيل الجمعية التأسيسية وتمرير الدستور المعيب وتعيين النائب العام، ورفض حظر التجول فى مدن القناة إلى آخر مآسينا مع نظام حكم مستبد وطماع.

ولكن.. هل سنظل نعترض ونحتج وتسيل دماء شبابنا، بينما الجماعة ورجلها فى القصر يفعلون ما يشاءون بنا وبوطننا؟ وهل يوجد ضوء صغير فى هذا النفق المعتم الذى أدخلتنا فيه جماعة مريبة شرهة للسلطة؟

لا حل عندى سوى تنظيم أنفسنا فى أحزاب سياسية ثورية تعمل على تحقيق مصالح فقراء هذا البلد من عمال وفلاحين وموظفين صغار وسياسيين شرفاء وعاطلين، وهم بعشرات الملايين، وقد ذاقوا الأمرين على يد مبارك وزبانيته، وها هم يكابدون الهموم على يد مرسى وجماعته!

هذا الحزب الثورى ينبغى أن يضع برنامجًا سياسيًا واضح المعالم ومحدد الأهداف، وينتخب قادته بشكل ديمقراطى، وأن يتمتع المسئول الأول فى الحزب بقدرات استثنائية تجعله قادرًا على جذب الجماهير نحو أفكاره وأهدافه.

إن حرق النوادى والمبانى وسيارات الشرطة ليس حلاً ولن يسقط النظام، لأن هذا النظام البائس مدعوم بطبقة غليظة الجلد من رجال الأعمال مدعومة من الأمريكان، (ثروة خيرت الشاطر نحو 20 مليار جنيه كما تقول بعض المصادر)، وبالتالى علينا أن ندرس علم الثورات ونعيه جيدًا، حتى يمكن لنا أن نستعد للثورة المقبلة بصورة أفضل، فلا تخطفها منا جماعة مشبوهة، أو ينسفها حزب جاهل! أما الرئيس مرسى.. فهو رجل مسكين.. لا تنتظر منه شيئاً، وقديمًا قالوا (الإحساس.. نعمة)!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة