نبيل شرف الدين

«نشطاء الخراب».. والرقابة الغائبة

السبت، 14 ديسمبر 2013 06:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرفت شابًا سأكتفى بالإشارة له بحرف «س» منذ أعوام، وتحديدًا مع الحراك السياسى الذى فجرته «حركة كفاية» التى تشرفت بدعمها إعلاميًا، وتشهد على ذلك مقالاتى ورموزها ومنهم هانى عنان وجورج إسحاق وغيرهما، وجرت مياه كثيرة فى النيل، وخرجت من عباءة «كفاية» عدة حركات ثورية، لكن منظمات وسفارات ومراكز دراسات غربية دخلت على الخط لتختلط الأوراق، وتثير حولها علامات استفهام، ليس فقط بالأوساط السياسية، بل تجاوزته للشارع، خاصة بعدما نشرت معلومات بشأن تلقيها التمويل والتدريب والدعم الأجنبى الذى كشفته وسائل الإعلام، ورصدته الأجهزة السيادية، التى لم تتخذ إجراءات لمحاسبتهم لأسباب مجهولة. كنت أظن ذلك تشويهًا للحركات الشبابية «الواعدة»، لكن ما طرأ على «س» ورفاقه جعلنى أتوقف لأراجع حساباتى وأدقق معلوماتى عبر مصادر شتى، بحثًا عن «الحلقة المفقودة» التى جعلت شبابًا نعرف جميعًا أنهم أبناء أسر متواضعة، يمتلكون منازل فخمة وسياراتٍ فارهة، دونما يكون لمعظمهم مهنة مُعروفة سوى النشاط العام، الذى لا يُدر الملايين.
ناقشت «س» ورفاقه صراحة وواجهتهم بمعلومات تلقيهم التمويل الأجنبى فراحوا يردون بعدوانية أكدت صحّة هواجسى، خاصة بعدما تحولوا لمليونيرات ونجوم تتسابق الشاشات لاستضافتهم، وعرفوا الطريق لمؤتمرات دولية ترعاها مراكز الدراسات المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الغربية، واكتفيت بدور «جهاز رادار» يرصد سلوك هؤلاء الذين تحولوا للنقيض، فبدلاً من البساطة والتواضع، تضخمت ذواتهم، وتحولوا لماكينات لتوزيع الاتهامات ونشر «ثقافة التخوين» حتى تشرذمت حركاتهم بسلسلة انشقاقات، وراحوا يتهمون بعضهم البعض، مما يؤكد أنهم أصبحوا أدواتٍ للجيل الرابع من حروب الغرب، التى تستهدف إسقاط الدول دون حروب نظامية، لكن باستخدام «نشطاء الخراب»، ومعهم جماعات الإسلام السياسى التى يقودها التنظيم الدولى للإخوان، وفى لحظة مكاشفة سخر أحدهم منى قائلاً: متى تفهم أن الصحافة مهنة تجلب المتاعب، وأفنيت عمرك دونما عائد يكفل تأمين أسرتك، بينما تلاميذك كونوا ثرواتٍ لن تحصدها، إلا بالانخراط بقواعد «اللعبة الجديدة» فتؤسس مركزًا يُمارس بعض الأنشطة وتوثقها لاستيفاء مؤهلات الحصول على التمويل من الجهات المانحة، وبخبطة واحدة ستجنى أموالا تتجاوز عملك طيلة عمرك بالصحافة. ساعتها اكتشفت سر «تحالف الأضداد» وأننى وأمثالى حُشرنا بين أسوأ جيلين: أحدهما سابق عاملنا كأطفال حتى هرمنا، والآخر استثمر الأزمات والثورات ليحولها لأرصدة مليونية، وذهب لأبعد من ذلك بانتزاع البطولات بالإرهاب الفكرى و«وضع اليد» وأتقن الرقص مع ذئاب الداخل والخارج، ليُفطر مع الإخوان، ويتناول الغذاء لدى الجهات المانحة، ويتعشى عبر الفضائيات العربية والغربية. قصارى القول: أقسم بالله تعالى غير حانثٍ أننى أجهل ما إذا كانت السلطات المعنية غائبةً عن رصد ممارسات «نشطاء الخراب»، والأموال التى تتدفق عليهم، أم تعلم وتصمت لأسباب تتجاوز عقولنا المتواضعة؟!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة