دينا شرف الدين

إلى ثوار يناير الأصليين: انتهت ولايتكم على المصريين

الأحد، 01 ديسمبر 2013 06:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن فقد كثير من النشطاء البارزين إعلاميًا قدرًا كبيرًا من شهرتهم وتألقهم، الذين اعتادوا عليه منذ يناير ٢٠١١ وحتى سقوط الإخوان، سقطت أقنعة غالبيتهم وانكشفت مآربهم وانفضحت مكاسبهم وتبينت نواياهم الغير حسنة لدى الشعب أجمع.

هؤلاء المهزومون (من وجهة نظرهم) بعد أن شعروا بأن الشعب سحب منهم كثيرًا من الصلاحيات وحرمهم من الاستمرار فى جمع المكاسب والمغانم والشهرة والتحدث باسم جموع الشعب فى كافة المحافل المحلية والدولية، لا سبيل لهم الآن سوى استعادة الدور المنتهى الصلاحية، والبحث عن أى فرصة لإثارة الموقف والعودة من جديد لأجواء الثورة المرجوة.

لا أكاد أصدق مدى ضيق أفق هؤلاء ولا سطحية أفكارهم التى انكشفت وانفضحت، حيث أصبح التمثيل الذى انطلى على المصريين سابقًا الآن شىء هزلى مضحك، الباحثون عن دور والمستفيدون من الفوضى وانعدام الاستقرار والمتغاضون عن مصلحة الوطن فى هذه المرحلة الحرجة أكثر مما توقعنا جميعًا. لم يعد لهم وكالة ولا وصاية على الشعب بعد الآن.

على سبيل المثال: قانون تنظيم التظاهر الذى أصدرته الحكومة للحد من العنف والشغب، ومحاولة وضع حدود منطقية للتعبير عن الرأى بشكلٍ سلمى، حتى وإن كان يحتوى على بعض المبالغات فى الحدود التى تحكم إمكانية السماح للتظاهرة بالخروج، فهذا أمر منطقى ومقبول فى ظل الانتهاكات الكثيرة التى يقوم بها الإخوان وأنصارهم من دعاة العنف والفوضى والاعتداءات الفاجرة على ما عداهم من شعب وجيش وشرطة بشكل يفوق حدود السلمية بمراحل بعيدة.

إذن فمتى يكون الحزم ومحاولة الضرب بيد من حديد ووضع قوانين أكثر صرامة للحد من هذا الإرهاب المحيط بنا من جميع الجهات؟ هل يجوز أن نقف عائقًا جديدًا بجانب العائق الأكبر من الأعداء، كى نشكل معًا قوة معادية تحول دون خروج بلادنا من الأزمة المحيطة بكل ما أوتينا من قوة؟ حتى وإن كان قانون التظاهر تشوبه بعض الشبهات، فذلك ما كنا نرجوه من الحكومة ونناديها بقليل من الشدة والحسم.

فما إن خرج قانون حاسم لأول مرة من حكومة مرتعشة مهتزة لا تقوم بأية أفعال بل فقط ردود أفعال ضعيفة بطيئة فحسب، انقض المزايدون العاطلون حاليًا عن العمل، الفاقدون للتمويلات والأضواء والشهرة السابقة، فكلما اشتعل الموقف وتفاقمت الأحداث، كلما سطع نجم نشطاء الخراب وازدادت أرصدتهم !!!

كما أود أن أذكر من يستعدون الآن لتحضير ثورة جديدة فى يناير القادم، ويطلقون الدعوات من الآن فى حالة سعادة غامرة، وتحفز واضح وانتظار مضنى لعودة الفرصة من جديد.

تشعر من كلماتهم بكونهم ثوار (يناير) الأصليين برغبة واضحة فى إنكار ثورة (٣٠ يونيو) وتشعر أيضًا بنوع من أنواع الغيرة من ثورة الشعب التى قادها بنفسه برغبة صادقة خالصة لله وللوطن، دون ولاية من أحد ولا قيادة ولا جبهات ولا أحزاب ولا نشطاء، لا شىء سوى حب الوطن والشعور بالخطر الذى أحاط به من كل الاتجاهات.

نغمة غير محببة يطلقها مؤخرًا من يسمون أنفسهم (ثوار يناير)، وحالة من التحفز للشعب كله ومحاولات تشويه متعمدة لكل من لا يتفق مع أفكارهم الجامدة الهدامة التى لا تلتفت لمصلحة الوطن، والتى لا يعنيها سوى السعى الدائم لاستعادة أجواء الثورة وبريق الشهرة والمصالح المعطلة من جديد.

وحتى لا يتهمنى أحد بكونى فلول أو غير ذلك من المسميات التى باتت الآن هى التصنيفات الرسمية لفئات الشعب المصرى، إما إخوان أو فلول أو لاعقو البيادة أو ثوار يناير الأصليين، وحده الله يعلم أننى قد شاركت بها وسعدت بها كما لم يسعدنى شيئًا من قبل. ... لكننى اعترف الآن بأن الصورة لم تكن مكتملة وكانت هناك أطرافًا كثيرة لم نكن نعلم عنها شيئًا تدير الموقف بأصابعٍ خفية آنذاك، لكننا لا ننكر أبدًا مشاركة الشعب المصرى المخلص بكل فئاته فى الثورة وإيمانه الحقيقى بالتغيير والتطلع نحو الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية التى لم تتحقق أبدًا.

كما أعيب على كل ذى عقلٍ رشيد أن يتمسك عمدًا ولأسباب شخصية بأفكاره ومعتقداته حتى وإن ثبت بالأدلة والبراهين القاطعة أنها غير صحيحة أو أنها على الأقل غير مكتملة الأركان!

فلا يعيب المرء أبدًا أن يعيد حساباته ويراجع أفكاره مع تغير المعطيات التى قد تؤدى به إلى نتائج جديدة.

أما جمود الفكر والتشبث بالرأى حتى وإن ثبت عدم صحته، ما هو إلا قصور وعدم أهلية لقيادة مستقبل وطن بأكمله.

ثورة يونيو هى ثورة تصحيح لأخطاء يناير واستعادة مكتسباتها التى سلبها الإخوان، كذراع خفى من أذرع المخطط الغربى الذى كان بدوره شريك أساسى فى ثورة يناير بل أكثر من مجرد شريك، حيث كان المسئول عن زرع الخونة من هنا وهناك لتحقيق أغراضه فى مصر، وما أتحدث عنه أصبح الآن واضحًا وضوح الشمس للجميع.

فيا معشر الثوار الأصليون (ثوار يناير) لا مجال الآن للمزايدات على بعضنا البعض، فلم تكن الثورة المصرية حكرًا على أحد، ولن تكون يومًا مرتعًا لتقاسم الغنائم واستخلاص المكاسب، ولسنا شعب وأنتم شعب، كلنا مصريون من خرج فى يناير ومن خرج فى يونيو مخلصاً لله وللوطن فحسب. ... أما من خرج لغرضٍ أو مصلحةٍ ما فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن أراد بمصر السوء.

اتقوا الله فى مصر. . فلن ندع المركب ترتطم بالأمواج العاتية، ونحن نتنازع فيما بيننا من أحقُ بقيادة المركب، فربما لن نحسم أمرنا إلا بعد غرق محقق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة