وسط هذا الكم الهائل من المشكلات اليومية التى تحتاج من المسئولين جهدا وفيرا، يجب أن نتعامل مع المستقبل بنظرة تفاؤلية، ونجعل نصب أعيننا مقولة "الحاجة أم الاختراع" فلا ننتظر وقوع الأزمات، فبقدر ما لدينا من رؤى علمية للمستقبل بقدر زيادة القدرة على مواجهة تحدياته، فنحن لدينا المراكز البحثية التى تدرس وتحلل وتبحث عن البدائل، ومن خلال العمل المستمر، يمكننا ذلك من الذهاب إلى المستقبل بأفكار جديدة تساهم فى تقدم المجتمع ورقيه.
من المشكلات المؤثرة والتى لمسناها فى الآونة الأخيرة، نقص الوقود، حيث يعتبر الوقود بأنواعه إحدى الركائز الأساسية لبناء المجتمع الحديث، والتى لا غنى عنها، وحيث إن مصادر الطاقة على مستوى العالم ينهم منها البشر منذ زمن طويل، وهى معرضة للنقصان بل للزوال، فعلينا أن نفعل نتائج البحث العلمى عن مصادر الطاقة البديلة.
ربما يتحدث البعض عن التكلفة المرتفعة لبعض أنواع الطاقة البديلة، ولكن علينا أن نتذكر أنه سيأتى يوم على البشر تصبح فيه مصادر الطاقة البديلة هى الخيار الوحيد المتاح للاستخدام اليومى وتسيير أمور العباد.
نحن نمتلك مصادر للطاقة الطبيعية المتجددة منها الشمس والرياح، وإذا كان لزامًا علينا أن ندفع فاتورة الاستهلاك اليومى للطاقة التقليدية، فنحن هنا نحتاج إلى تركيب الأدوات المستخدمة فى توليد الطاقة البديلة فقط مرة واحدة، فهى رهن المستخدم، حيث يستخدمها وقتما شاء وبالقدر الذى يكفيه فهو الذى يسعى لتوليدها.
فإذا كانت إمدادات النفط والغاز فى طريقها إلى زوال، فقد حبانا الله بمصادر بديلة وطبيعية لتوليد الطاقة منها نبات "جوجوبا" الذى يعد ثروة زراعية تزرع على أرض مصر حيث يتحمل تقلبات الجو والحرارة والملوحة، نجنى منها ثمارًا لا تؤكل وإنما نستخرج منها زيتا يستخدم بديلا للسولار، ويمكن أن نرويها بالماء العذب أو بمياه الصرف الصحى، ولتلك الثمرة استخدامات عديدة ولكن ما يهمنا أنه يمكن أن نستخرج منها وقودًا حيويًا بديلا للسولار، ومصر ليس لديها مخزون كبير من المواد البترولية، فلماذا لا يكون الجوجوبا بديلا للسولار ونتوسع فى زراعته فى الوقت القريب؛ لفتح آفاق المستقبل وتقديم الجديد من خلال الأبحاث العلمية والطبيعة التى تحوى كنوزًا لم نكتشفها بعد.
تلك دعوة للتفاؤل بأن الغد أفضل، ويحوى فى طياته الخير الكثير، مصر بلد عامر بالثروات، فقط علينا أن ننظر للأمام وكل من يحب هذا الوطن ويدين له بالولاء أن يقدم من مخزون أفكاره ما يطمئن الأجيال القادمة ويضع مصر فى مكانها اللائق بين الأمم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة