رمضان العباسى

عندما تكون المجاهرة بالإلحاد أحدث طرق الشهرة

الجمعة، 22 نوفمبر 2013 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الإمام على كرّم الله وجهه "تكلّموا تعرفوا فإن المرء مخبوء تحت لسانه"، ويروى أن رجلا يبدو عليه الهيبة والوقار دخل ذات يوما على الإمام أبو حنيفة فى مجلسه فأثنى أبو حنيفة ركبتيه واعتدل فى جلسته وتحمل الألم احتراما وتقديرا لهذا الرجل، فقال له أبو حنيفة تكلم حتى أراك، فلما تكلم الرجل سأل الإمام عن طلوع الشمس قبل صلاة الفجر، فضحك الإمام وقال حان لأبو حنيفة أن يمد رجليه.

ما حدث مع أبو حنيفة يحدث الآن فى الشارع المصرى وعلى شاشات الفضائيات، حيث نجد مجموعة من الشباب يدعون أنهم ملحدون، ومرة يدعون أنهم لا دنيين ويجاهرون بما يقولون، ويريدون أن ينقلوا إلحادهم إلى المصريين وكأنهم جاءوا بفتح مبين، واكتشفوا شئيا عظيما وطريق جديد لسعادة المصريين، ولكن عندما تحدثوا تبين للجميع أنهم لا يعرفون الفرق بين الملحد واللا دينى، ولا يملكون أفكارا ولا يستندون إلى معلومات فلم يقرأوا كتابا واحدا فى الفقه والدين أو حتى الإلحاد، بل الغريب أنهم يقولون مالا يفعلون، حيث يستغفرون الله خلال الحوار معهم، وعندما تواجههم بذلك وتؤكد لهم أن الاستغفار يتعارض مع الإلحاد، يقولون إنهم يستغفرون الله تعطافاً مع المسلمين، فهل الملحد واللا دينى يستغفر الله ثم يدعو الناس إلى الكفر والإلحاد، هؤلاء ليسوا بملحدين بل ملسمين بالفطرة والعقل مثلهم مثل كل المصريين، ولكن عقيدتهم أصابها العطب والفساد مثلما فسدت أشياء كثيرة فى مصر نتيجة ممارسات بعض الدعاة والفلول والإخوان وغيرهم من المسئولين خلال الفترة الماضية، ولكن هؤلاء أرادو الشهرة والمجد أو تكون أسماؤهم ملء السمع والبصر، فاختاروا الشهرة عبر أبواب جهنم وتكفير المجتمع والدعوة إلى الإلحاد بعدما فشلوا فى تحقيق أحلامهم الشخصية عبر سبوبة الثورة، التى حولت مجموعة العاطلين عن العمل إلى نجوم فضائيات وأبطال ويتردد أنهم أصبحوا يمتطون أفخم السيارات من مهنة الثائر، ولم يكتفوا بذلك، بل يرسمون للوطن مستقبله ويتحدثون باسم الشعب وهم ليس أهل لذلك.

هؤلاء الذين يدعون أنهم ملحدون مثلهم مثل الأحزاب التى تدعى أن لديها قاعدة جماهيرية ضخمة فى الشارع بالرغم إنها لا تملك القدرة على حشد مائة شخص ولا وجود لها على الأرض، وإنما حضورها حصرى فى الفضائيات وعلى الشاشات؛ كذلك يدعى الملحدون بإن فى مصر ملايين الملحدين، ولكنهم يخشون الكشف عن إلحادهم خوفا من الناس فى ظل عدم حرية العقيدة، كما يقولون، وإمعانا فى الكذب والتضليل وتأكيدا على حالة التسطيح والتشويه والفساد والإفساد التى يعيشها الوطن طالب هؤلاء بمقابلة لجنة وضع الدستور، وأن يتضمن الدستور حماية لأفكارهم وعقائدهم دون أن يدركوا أنهم بلا فكر ولا عقيدة ولا دين، فهل يطالبون لجنة الدستور أن تحمى الفساد والشرك والإلحاد.

للأسف جعلت وسائل الإعلام من بعض العاطلين ثوارا وأبطالا بالرغم أنهم لا هذا ولا ذاك، كذلك تفعل الآن مع هؤلاء الملحدين الذين يتسللون إلى الشاشات لكسب المزيد من الشهرة والمال وهدم المجتمع وتنفيذ أجندات ملعونة ضد الدين والوطن لمواصلة دق المسامير فى سلم الأخلاق والعادات والتقاليد وتشكيك الناس فى الدين.

وإذا كانت الدولة والأزهر والدعاة فشلوا فى الوصول إلى هؤلاء وإقناعهم بأن ما يقولوه عبثا خارج إطار الإنسانية والأديان السماوية، فهل تسقط وسائل الإعلام فى الفخ وتفتح لهم أبواب الشهرة والمال والمجد، كما فعلت من قبل مع بعض المغمورين وصنعت منهم ثوارا وأبطالا؟، أم سيتم التعامل مع الملحدين كما يجب ويمد الشعب أقدامه فى وجوهم كما فعل الإمام أبو حنيفة مع الشخص الذى انخدع فى مظهره ثم اكتشف فراغه العقلى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة