كرم جبر

«سلمية الإخوان» التى ليس لها مثيل!

الأربعاء، 23 أكتوبر 2013 11:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمن الحرب تضيع الحقائق فى زحام الأكاذيب، ومصر تعيش حربا حقيقية ضد التطرف والإرهاب والشعارات الزائفة والتضليل الصارخ والمظاهرات والمسيرات وقطع الطرق وتعطيل الحياة، ويستخدم الإخوان كلمة وديعة هى «السلمية»، لتمرير هذه الجرائم التى تستهدف إنهاك المجتمع وإضعاف قوته، وإصابة المصريين باليأس والإحباط فى عودة الهدوء والاستقرار، ولا يهمهم أن يسقط الضحايا فى صفوفهم أو فى صفوف الآخرين، أو أن تتراكم المشاكل والأزمات وتزداد معاناة الناس، فالهدف الأسمى للجماعة المحظورة هو الوصول بالبلاد إلى نقطة الانفجار، ليصعدوا إلى السلطة فوق الخراب والدمار والجثث والأشلاء، وكان مستحيلا أن يصدق أحد أن مصر تحتضن منذ سنوات مثل هذا الوحش الشرس، لولا أن شاهدوا بأعينهم ما يحدث الآن من أعمال عنف وترويع.
وأخطر من العنف هو تغليفه بشعار السلمية، فطلاب الجامعات الذين يحاصرون أساتذتهم ورؤساء جامعاتهم، ويسبونم بأبشع الشتائم والألفاظ، ويقتحمون المدرجات ويعطلون الدراسة، ويخرجون إلى الشوارع ويقطعون الطريق العام، ويعطلون المرور ويقذفون السيارات بالطوب والحجارة، يصفون أعمالهم بأنها «سلمية».
وتحولت أيام «الجمعة» إلى أوكازيون للسلمية المفخخة، وحتى لو كان حجم التظاهرات قليلا ومصحوبا بالفشل من أسبوع لآخر، فإنها محاولات يائسة تستهدف تشتيت جهد قوات الجيش والشرطة، وإعلان حالة الطوارئ القصوى فى الشوارع والميادين، والإيحاء للخارج بأن مصر تعيش أجواء التوتر وعدم الاستقرار، فلا يطرق أبوابها سائح أو مستثمر، فتتفاقم أزمات الفقر والبطالة، وتزداد طوابير العاطلين فى الشوارع، فيجندهم الإخوان فى تظاهراتهم «السلمية» المزودة بالمولوتوف والخرطوش والآلى والسنج والشوم، والاعتداء على المارة والمحلات التجارية وتحطيم السيارات وترويع الآمنين، وإذا تدخلت الشرطة انهالت فوق رأسها الاتهامات، لأن الإخوان يدركون جيدا أن عودة الأمن تسحب «سجادة السلمية» من تحت أقدامهم، السلمية فى كل البلدان الديمقراطية تعنى خروج المتظاهرين بصورة حضارية، دون أن يعطلوا المرور أو يصيبوا الحياة بالشلل، ولا يحملون أسلحة أو متفجرات ولا يرفعون شعارات أو هتافات تسب الآخرين، ولا يدمرون الممتلكات العامة والخاصة، ولكنها عند الإخوان سلمية مسلحة وشرسة وعنيفة، تقتل وتسحل وتصيب وتدمر وتريق الدماء وتعتبر «الآخر» عدوا وكافرا ورويبضة، وتفتح الجنة لشهدائهم والنار لغيرهم، سلمية جعلت المصرى يقتل أخاه المصرى بدم بارد ويمثل بجثته ويصوره بالموبايل، وشقت وحدة الصف وفرقت كلمة الأمة وجعلت أبناء الوطن الواحد إخوة أعداء، ولم يحدث فى تاريخ مصر مثل هذا التشرذم والانقسام.
الإخوان أول من يعلم أنهم لن يكسبوا شيئا من سلمية المطالب المستحيلة، فلن يعود رئيسهم المعزول ولا شرعيتهم الكاذبة، ولن يقبل أحدا التصالح مع من تلوثت أيديهم بالدماء ومن حرضوا على العنف وقدموا غطاء سياسيا للإرهاب، لا تصالح لأن هؤلاء السلميين أسقطوا من أبناء وطنهم عشرات الشهداء من الضباط والجنود والمدنيين، ولم يطلقوا رصاصة فى الهواء تجاه إسرائيل، ولم يذهبوا إلى القدس والأقصى الشريف، التى كان مسيلمتهم الكذاب يخدع الأبرياء بالزحف إليها بالملايين، ويذهبون إلى رابعة والنهضة ومصطفى محمود ورمسيس والتحرير، يريدون سلطة بلون الدم ورائحة البارود، وفوق جثث الضحايا وأوجاع المصابين.. إنها سلمية الإخوان التى ليس لها مثيل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة