هل تتوقع أن يقدم الرئيس مرسى على إنصاف فقراء مصر فى العام الجديد؟
قبل أن تجيب، تذكر من فضلك عدة أمور أهمها:
1- أن عدد فقراء مصر المحروسة بلغ أكثر من خمسين مليون إنسان وفقاً إلى تقارير رسمية!
2- أن معظم هؤلاء الفقراء من الفلاحين والعمال الذين ينتجون الخيرات، ومع ذلك فهم يكابدون حياة بائسة، وهو تناقض محزن ومخز وظالم!
3- أن الرئيس مرسى يملك الآن من السلطات السياسية ما لم يملكه حاكم مصرى من قبل، إذا استثنينا فراعين زمان، فقد تمكن وجماعة الإخوان المسلمين ومن لف لفهم من تيارات سلفية أن يمرروا الدستور المعيب الذى وضعوه، وضمن ولاء ما يسمى بمجلس الشورى الذى سيطرت عليه تيارات الإسلام السياسى (لا تنس أن رئيس هذا المجلس صهر الرئيس مرسى كما يقولون).
قبل أن تجيب أيضاً، من فضلك لا تقل لى إن الرئيس تسلم منصبه فى 30 يونيو 2012، ونحن الآن فى أول يناير 2013، وهى مدة غير كافية ليقرر فيها الرئيس إنصاف الفقراء، خاصة إذا كان قد تسلم سلطاته المهولة والبلد فى حال يرثى لها بسبب سياسات مبارك وزبانيته طوال ثلاثين عامًا.. لا تقل ذلك، لأنه يقدر بحكم سلطاته أن ينصف الغلابة فى أسبوع واحد لو أراد (راجع ما فعله جمال عبد الناصر فور طرد الملك فاروق فى يوليو 1952 وإصدار قانون الإصلاح الزراعى فى سبتمبر 1952 الذى أنصف خمسة ملايين فلاح على سبيل المثال، ولا تنس أن تعداد السكان فى مصر كلها فى تلك السنة بلغ 18 مليون نسمة).
لعلك تتفق معى على أن الرئيس كان ومازال ابناً بارًا لجماعة الإخوان المسلمين، فقد اتخذ فى ستة أشهر فقط من قرارات ما يدعم ويعزز الحضور الطاغى لهذه الجماعة وأخواتها على الساحة السياسية المصرية، وغض الطرف عن سلوكيات مرعبة قام بها من ينتمون إلى فصائل الإسلام السياسى (الاعتداء على المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية/ حصار المحكمة الدستورية/ حصار مدينة الإنتاج الإعلامي/ الاعتداء على المعارضين السياسيين بالسب والقذف وأفحش العبارات/ جرجرة المعارضين والإعلاميين إلى المحاكم بتهم ساذجة/ محاولة تضييق حق التظاهر السلمى وخنقه بقانون مريب.. إلى آخره).
كل هذا كوم، والإصرار على تمرير دستور بائس قسم الشعب كوم آخر، وقد نسى الرئيس أن السياسة بالانطباع وليس بالاقتناع كما لاحظ الأستاذ هيكل بذكاء.
هكذا رأيت إذن أنه يستطيع بحكم سلطاته المهولة أن يفعل ما يريد، وبالتالى هل تتوقع منه انحيازاً واضحاً نحو فقراء هذا البلد؟
يؤسفنى أن أخبرك أن جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرجل غير مشغولة بالمرة بحكاية الفقراء، فتوجهات الجماعة الاقتصادية والسياسية منذ نشأتها عام 1928 وحتى الآن تتكئ على تعزيز الاقتصاد الرأسمالى التجارى (توكيلات/ عقارات/ استثمارات بنكية/ مضاربات.. إلخ)، وليس الاقتصاد الصناعى والزراعى، الأمر الذى يؤدى بالضرورة إلى تراكم الثروات الطائلة فى جيوب كبار التجار من قادة الجماعة ، بينما يرزح الملايين من المصريين، وضمنهم شباب الجماعة وقواعدها، فى فقر مدقع، والحجة عند قادة الجماعة واحدة (إن الله يوزع الأرزاق كما يشاء)، ناسين أن الله يدعو إلى العدل والرحمة!
بعد ذلك.. هل تتوقع أن يتخذ الرئيس مرسى قرارات تنصف الفقراء مع حلول العام الجديد؟ لاحظ أن حكومة هشام قنديل التى عينها أخفقت فى الحفاظ على سعر الجنيه (وصل سعر الدولار إلى 675 قرشاً فى اليوم الأول من يناير) الأمر الذى سيؤدى بالضرورة إلى ارتفاع كبير فى أسعار السلع، وبالتالى سيحترق الفقراء بنيران الغلاء. ومع ذلك يكلف الرئيس هشام قنديل باستمراره فى موقعه، رغم أدائه الباهت، مع عمل (شوية) تغييرات ذرًا للرماد فى العيون! إنها سلسلة بائسة من الإجحاف والظلم والفقر!
والعمل؟
لا حل سوى أن ينظم العمال والفلاحون والموظفون الصغار والسياسيون الشرفاء والمثقفون الثوريون أنفسهم فى حزب سياسى واضح القسمات، يستهدف العمل على تحقيق التوازن الاجتماعى، فيخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ويفرض حضوره وبرنامجه السياسى والاقتصادى الذى ينحاز بوضوح إلى فقراء مصر ضد غاصبيهم وسارقى خيراتهم وأثريائهم المشبوهين.
هذا الحزب الثورى سيعمل منذ الآن على الوصول إلى السلطة السياسية ليحقق برنامجه وأهدافه الشريفة من أجل تشييد مجتمع العدل والحرية والخير والجمال. وهو مجتمع لن يستطيع الرئيس مرسى ولا جماعته ولا سلفيوه أن يحققوه يومًا!
آنذاك فقط لن يكون الهدف إنصاف الفقراء، بل القضاء على الفقر نفسه!
وكل عام وأنت طيب.
عدد الردود 0
بواسطة:
منتصر
موازانات انتخابية
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبد الناصر
هذا الحزب يجب أن يتواجد فورا