هانى صلاح الدين

«باسم».. وأراجوزات الإعلام

الأحد، 13 يناير 2013 11:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
‎النقد لأى مسؤول، أو حزب أو جماعة أو فصيل سياسى، حق أصيل لوسائل الإعلام المختلفة، للإعلاميين أن يمارسوا هذا الحق الأصيل، فهذه بديهيات العمل الصحفى والإعلامى، وما قامت ثورة 25 يناير إلا لتعزيز الحريات العامة وعلى رأسها حرية الصحافة والإعلام.

‎لكن لابد أن نعترف بأن أعراف مهنتنا وواجباتها تفرض علينا الالتزام الكامل بالحياد وميثاق الشرف الصحفى والإعلامى، والذى من أهم بنوده عدم اتهام الأشخاص إلا بأدلة قانونية واضحة، وعدم التعريض بالأشخاص، إلا من خلال حقائق وثوابت لا يتخللها أى شك، كما لا يجوز مهنيا استخدام ألفاظ جارحة وخارجة عن الآداب العامة، تحت مسمى المعالجات الساخرة، ولعل مدرسة كاتبنا الكبير أحمد رجب والراحل العظيم السعدنى، وغيرهم من عظماء المدرسة المصرية الساخرة، أرست المعالجات الساخرة التى لم تتضارب أبدا مع قيم المهنة وأخلاقيات المجتمع.

‎وللأسف فى زمن اختفاء العظماء من الساخرين ظهر لنا مجموعة من الإعلاميين الأقزام مهنيا، سموا أنفسهم بالساخرين تارة، وبالناقدين للأوضاع تارة أخرى، وأسسوا لمدرسة شاذة غريبة عن الطبيعة الإعلامية المصرية، وعلى رأسهم باسم يوسف الذى حول برنامجه «المسخرة» إلى منبر للهجوم على كل ما هو إسلامى، وصب كل حلقاته على الرئيس بشكل لا يليق بأول رئيس مصرى مدنى منتخب، مكيلا له السب المبطن بألفاظ ساخرة، وتعرض بشكل خارج إطار الأخلاقيات الإعلامية لرموز وطنية، مستخدما ألفاظا لا تصلح إلا فى «الغرز»، وأقل ما توصف به أنها خادشة للحياء، ولا تصلح لأن يسمعها أبناؤنا وبناتنا فى المنازل، وليس من حق إعلامى تحت لافتة «للكبار فقط» أن يحول شاشة التلفاز لماخور إعلامى يمارس فيه ما يخالف قيم مهنتنا العظيمة، ومن الغريب أنه عندما حاول أن يظهر بدور المحايد، بنقد المعارضة، وجدناه يحثها من خلال معالجته الساخرة على الانقلاب على الشرعية والتصدى بكل قوة للنظام الحاكم، واتهام المعارضة بعدم الحسم فى المواجهة، ولا أدرى ماذا يكون يريد من المعارضة أن تفعل، أكثر من أنها سمحت للفلول بالدخول فى صفوفها، وتمكنوا من اغتيال عشرة من الشهداء عند الاتحادية.

ومن هذه المدرسة المرفوضة مهنيا أيضاً، الإعلامى وائل الإبراشى الذى حول برنامجه لمنبر للنيل من الإسلاميين، وكيل الاتهامات.

‎إن مثل هذه الممارسات الإعلامية لا تزيد الفصائل السياسية إلا فرقة، وتعمق الجراح وتشعر الإسلاميين بالاضطهاد، الذى يدفعهم إلى مقاطعة مثل هذه الوسائل الإعلامية المنحازة، ولن تلتئم الجراح إلا بتحكيم الضمائر، وتغليب مصلحة الوطن على أى مصلحة حزبية أو فئوية، وأن تقوم وسائل الإعلام بإصلاح منظموتها، من خلال العودة لقواعد وأسس المهنية ومواثيق الشرف القيمية التى لابد أن تحكم أداء إعلامنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة