هانى صلاح الدين

المذيعات المحجبات والمتطرفون

الثلاثاء، 04 سبتمبر 2012 10:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت رياح التغيير الثورية تهب على «ماسبيرو» أخيرا، فبعد سيطرة الأجهزة الأمنية الفاسدة لأكثر من 50 عاما، على التليفزيون المصرى، تم فيها منع كل أصحاب الاتجاهات الوطنية، وعلى رأسهم الإسلاميون، من العمل فى الإعلام الرسمى، أو دخول هذا المبنى على سبيل الاستضافة فى البرامج، والتصميم على صبغته بسياسات الأنظمة الحاكمة السابقة الفاسدة.

 وفى ظل هذه الأجواء الفاسدة، كان من الطبيعى أن تمنع المذيعات المحجبات من الظهور على الشاشات الحكومية، وذلك فى إطار الحرب التى شنها الطاغية مبارك ونظامه الإجرامى على المظاهر الإسلامية والإسلاميين، لكن بالأمس القريب بدأ التليفزيون المصرى، فى كسر القيود، ورد الحقوق لأصحابها، وذلك من خلال السماح للمذيعات المحجبات بالظهور فى النشرات الإخبارية، وكانت فاطمة نبيل أول إعلامية محجبة تنال هذا الحق.

وجاءت ردود الأفعال على هذا الحدث على وجهين، الأول مؤيدا لهذه الخطوة، ومثمنا لإنهاء عهد المنع والإقصاء والحرمان من الحقوق، ولعل أبرز من تبنى هذا الجانب بخلاف الإسلاميين، قيادات حركة 6 إبريل، وبعض الرموز الوطنية وغد الثورة وأحمد خيرى، والإعلامى عبدالرحمن يوسف والنائب حاتم عزام وغيرهم الكثير، وهذا هو رد الفعل الطبيعى فى ظل أجواء الحرية التى يعيشها كل المصريين، معلين قيم الحريات والمساواة بين أبناء الوطن بخلاف معتقداتهم.

لكن الغريب أن بعض الليبراليين واليساريين، جاءت ردود  أفعالهم صادمة، حيث اعتبر هؤلاء أن الحدث يصب حسب وصفهم فى أسلمة وأخونة الدولة، وأن على القوى المدنية أن يتصدوا لمثل هذه المظاهر التى اعتبروها خطرا على قيم المجتمع المصرى! بل ووصل الأمر ببعض الغلاة من هؤلاء أن يطالبوا بإسقاط وزير الإعلام، كعقاب له على خطيئة السماح بظهور الحجاب على شاشات التليفزيون المصرى.

وتناسى هؤلاء تشدقهم فى المنابر الإعلامية والسياسية المختلفة،  بإطلاق الحريات للجميع، والمساواة ونبذ العنصرية، وعدم التمييز على أسس دينية أو عرقية، معلنين كفرهم بهذه القيم، طالما سترد الحقوق لمن يخالفونهم فى الأفكار والأيدلوجيات، ولا أملك إلا أن أقول لهذه الشرذمة الحاقدة على كل ما هو إسلامى، والمحاربة لمظاهر التدين، إن أفكارهم الهدامة ومواقفهم الفاسدة، لن تزيد المصريين إلا تمسكا بقيمهم ومبادئهم وحفاظا على المظاهر الإسلامية العامة وفرائض الدين، وإن ورقة التوت سقطت عن نواياهم الفاسدة، وإن حربهم خاسرة لأنها تصطدم بمعتقدات مجتمع لن يسمح لأحد بالتلاعب بها، وإن الله متم نوره ولو كره الحاقدون، وإن مصر الثورة سترد لأبنائها حقوقهم وحرياتهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة