رمضان العباسى

الفرق بين مشروعى مرسى ومبارك

الجمعة، 21 سبتمبر 2012 11:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تربع الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك على عرش مصر بعد مقتل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات أعلن مبارك أن حياة المصريين سوف تتغير بعد ألف يوم، وتعلقت آمال المصريين بالتغيير الذى سيحدث لهم خلال مشروع الألف يوم وظن الجميع أن الفقر سينتهى وسيغرق الناس فى نعيم المال بعيدا عن عذاب البحث عن الجنيه والسبوبة والرشوة، وسينعم المصريون بالصحة بدلا من الأمراض التى تنخر فى أجسادهم والذل والإهانة فى المستشفيات والبحث عن علبة دواء أمام الصيدليات، وسيصبح التعليم قادرا على تخريج أجيال متميزة قادرة على النهضة والبناء، بل ستكون الوظائف العالمية والنادرة من نصيب المصريين بفضل تعليمهم المتميز وغيرها من الأحلام والآمال التى تعلقت بها أفئدة المواطنين حتى مرت الأيام وأصبحت الألف يوم إحدى عشر ألف يوم، ومع كل ألف يوم كانت حياة الناس تتغير نحو الأسوء حتى حل الضنك بالجميع باستثناء زمرة مبارك وأعوانه وانهارت الصحة والتعليم وامتد التغيير إلى السلوكيات فأصبح الاستيلاء على حقوق الآخرين شطارة والرشوة فهلوة، ومع مرور الأيام ازداد الأمر سوءًا حتى تلاشت الأحلام وتبخرت الآمال واستيقظ الشعب من مخدر مبارك الذى يسمى بمشروع الألف يوم واكتشف الجميع أنه لم يكن مجرد خطة للإصلاح والتطوير وتغيير حياة الناس نحو الأفضل، بل كان محاولة للسيطرة على البلاد والقبض على العباد بقوانين من نار بحجة الإرهاب والكباب وغيرها من الحجج الواهية ليضمن بقاءه فى السلطة أطول فترة ممكنة.

الرئيس محمد مرسى عندما أعلن مشروع المائة يوم ذكرنى بما قاله مبارك فى بداية حكمه ولكن كان لدينا أمل أن يكون مرسى ورفاقه قد تعلموا الدرس، وإلا أن المائة يوم أوشكت على الانتهاء ولم تتحقق أحلام المصريين ولم تتغير حياتهم نحو الأفضل كما وعد مرسى باستثناء أصحاب الحظوة الذين يحصلون على وظائف مميزة بحكم المعرفة والارتباط الحزبى وبعض الفئات من الموظفين الذين انتزعوا بعضاً من حقوقهم بالاعتصام وتعطيل المصالح فى المؤسسات والوزارات.

إن الرئيس مرسى نحج حتى الآن فى تغيير أركان نظام الدولة بما يتوافق مع هواه وإرادته ويكفل له الولاء ويحقق له الطمأنينة على حكمه خلال المائة يوم، مثلما فعل مبارك خلال الألف يوم، ولكن مؤشرات المائة يوم الأولى من عهد مرسى لا تختلف كثيرا عن مشروع الألف يوم فى عهد مبارك، فما يحدث حتى الآن مجرد مسكنات ومحاولة للاقتراض من الخارج ليدفع ثمنها الأبناء كما دفعت الأجيال الحالية ثمن ما اقترضه وفعله مبارك، نتمنى ألا يصبح الاختلاف بين مشروع الألف يوم والمائة يوم فى الرقم صفر وأن يكون هناك تغيير حقيقى فى حياة المواطنين حتى لا تضيع المزيد من الأجيال.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة