أثار تشكيل الحكومة كثيرا من ردود الأفعال، منها الرافضة لها بالكلية، ومنها القابلة لها بشكل جزئى، وبالطبع لو أتت حكومة من الملائكة لن تحوز رضا الجميع، لكنى أرى أن التشكيل الحكومى ضم بين طياته وجوها تعد صادمة للرأى العام، خاصة الذين لهم صلات حتى لو من بعيد بالنظام السابق، وعلى رأس هؤلاء وزير التنمية المحلية أحمد زكى عابدين، فالرجل كان محافظا فى عهد مبارك، ولا أدرى لم التمسك به فى حكومة الثورة، ولدى قناعة بأن من عمل فى منصب سياسى فى عهد الطاغية مبارك، لايصلح أن يكون له مكان فى مصر الثورة، حتى لو كان من الأكفاء، فيكفى أنه كان جزءا من نظام فاسد.. وصمت على هذا الفساد.
وأيضا من الوزراء الذين أتحفظ عليهم وزير الكهرباء الذى يرفضه كل العاملين بالوزارة، وتحيط به علامات استفهام كثيرة، وأيضا وزير المرافق محافظ القاهرة السابق، الذى لم نر له أى إنجاز، وأيضا استمرار مجموعة كبيرة من وزارة الجنزورى، فمصر دائما ولادة وبها من الكفاءات الكثير، كما كنت أتمنى أن تخلو الوزارة من المشير طنطاوى، وكان يأتى وجه جديد من الجيش المصرى الملىء بالكفاءات والرجال.
ولنكن منصفين فالحكومة أيضا أتت بوجوه استراح لها الشارع المصرى، وعلى رأسها القامة الوطنية المستشار أحمد مكى، الذى سطر له تاريخ القضاء مواقف بحروف من نور، وأيضا الكاتب الصحفى والإعلامى الكبير صلاح عبدالمقصود، الذى أتوقع أن تشهد وزارة الإعلام طفرة على يده، وسيطهر مبنى ماسبيرو من خفافيش الظلام الذين أفسدوا التليفزيون المصرى شر فساد، وأيضا الوزير الشاب صاحب الطاقة الكبيرة أسامة ياسين ، ود. محسوب الذى أراه خير ممثل للثورة والثوار فى هذه الحكومة، وخالد الأزهرى الذى أراه الرجل المناسب فى الوزارة المناسبة، فالرجل له تاريخ فى الحركة العمالية ويستطيع أن يقدم الكثير، وأيضا وزير الأوقاف الذى أراه خير مثال للوسطية والاعتدال الإسلامى.
أما المجموعة الوزارية الاقتصادية، فمازلنا ننتظر.. لعلهم يقدمون لنا الجديد، خاصة أن الاختبار الأصعب لهذه الحكومة ملفان خطيران: الاقتصاد والأمن، ولا أنكر أننى أشجع لغة الحسم التى يتحدث بها وزير الداخلية الجديد، حول قطع الطرق، ولكن أحذره كل الحذر من المساس بالمتظاهرين، فلن نقبل أن يهان مصرى، بعد ثور 25 يناير، كما أرى علينا جميعا برغم تحفظاتنا على التشكيل الوزارى، أن ندعم هذه الحكومة بكل قوة من أجل مصلحة الوطن، فنجاحها نجاح لنا جميعا، وفشلها يعيدنا للمربع الصفر، فنتمنى لها كل التوفيق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة