جمال أسعد

أهى ثورة أم انقلاب؟

الأربعاء، 15 أغسطس 2012 02:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة هى إمكانية توصيف الواقع توصيفاً سليماً، حتى يمكن مواجهة هذا الواقع بحلول سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بهدف حل مشاكل الجماهير ورصد آمالها وتحقيق أمانيها، وعندما تقوم أية سلطة قائمة بفعل ذلك تكون هناك حركة إصلاحية قد شاهدتها البلاد نحو الإصلاح للأحسن، ولكن عندما ينهار هذا الواقع تضيع هيبة الدولة ويتفشى الفساد وتسيطر قلة على مقدرات الوطن وتنهبه على حساب الأغلبية الغالبة من الجماهير، عندما يضيع الأمل وتتبخر الأمانى فى تغيير هذا الواقع، فيكون الواقع قابلاً للتغيير، ذلك بعد وجود تنظيم ثورى أو جماعة وطنية تمتلك أهدافاً ثورية، عند ذلك تصبح الثورة قاب قوسين أو أدنى ليتم إقصاء السلطة لحلول السلطة الثورية لتحقيق الثورة على أرض الواقع، وهو التغيير الجذرى لكل مناحى الحياة إلى الأحسن والأفضل، أما فى حالة غياب التنظيم أو القيادة الثورية مع الوصول لإسقاط رموز النظام الحاكم واستبدال نظام آخر مثيل له به، فهذا هو الانقلاب على السلطة، أى استبدال حاكم بحاكم وسيطرة حزب بدلاً من الحزب الحاكم، وبنفس الآليات والبرامج والطريقة التى كان يحكم بها هذا النظام الساقط، فأين نحن من هذا بعد تلك الهبة الجماهيرية فى يناير التى أحدثت نتيجة ثورية بسقوط مبارك، ذلك السقوط الذى جعلنا نسمى الحدث بالثورة، ولكنها ثورة كالروح الهائمة التى تبحث عن جسد تتقمصه، فهل يمكن أن تعتبر الانتخابات التى تمت وأوصلت الإخوان فى ظل الظروف التى كانت قائمة بعد يناير، وما تم فى الاستفتاء، انتخابات ديمقراطية تم فيها ممارسة القيم الديمقراطية أم تمت ممارسة الإجراءات الديمقراطية والتى تسمى بالصندوق؟ وهل يوجد فى أدبيات الإخوان وطوال تاريخهم ما يمسى بالثورة أم الإصلاح؟ وهل حتى الآن وبعد وصول د. مرسى هل يتعامل الإخوان مع مرسى ومع الجماهير ومع الوطن بأن ما حدث ثورة أم انقلاب؟ هل مشاركة الإخوان فى يناير وقبولهم شعارات الميدان وحديثهم عن المشاركة لا المغالبة وسلوكهم الآن الذى لم نر منه غير الغرور والاستكبار والاستحواذ على السلطة، بل أخونة مصر، فهل هذا انقلاب أم ثورة؟ حتى لو كان الإخوان لا يؤمنون بالثورة ودائماً يتحدثون عن الإصلاح الذى دائماً ما كانوا يطالبون به مبارك مع الاقتناع ببقائه بل بتوريث ابنه، هل ما يتم الآن إصلاح أم استحواذ؟ وهل الثورة هى السيطرة على الصحافة القومية لأخونتها بدلاً من الوطن المنحل؟ وهل الثورة هى عدم قبول النقد والمعارضة التى تنسق مع القانون وفى إطار الأحزام للجميع؟ هل الثورة تعتبر معارضة مرسى رجس من عمل الشيطان؟ هل الثورة هى الرد على الرأى الآخر بالاعتداء الجسدى على رموز إعلامية حتى لو كان معها خلاف مثل ما تم مع خالد صلاح وغيره؟ هل الثورة هى تهديد من معارض حكم الإخوان أو من ينتقد رئيس الجمهورية بالضرب بالجزمة؟ وهل الجزمة الآن قد أصبحت أداة سياسية ولغة حوار ومنهج تفكير فى ظل ثورة الإخوان؟ يا سادة، فلنسم الأمور بتسمياتها، وكفى نفاقاً ثورياً لثورة تم اختطافها، فنحن الآن إزاء اختطاف للثورة، فبدلاً من إيجاد جسد تتقمصه تم الانقلاب عليها، الآن نعيش انقلاباً سياسياً قام به الإخوان استغلالاً لهبة يناير، فلا تغيير للأحسن بل الأمور تسير إلى الأسوأ بسيطرة الإخوان، فما يحدث ليس فى صالح الإخوان قبل أى أحد آخر، فالنجاح بتحقيق ثورة يناير هى لصالح الإخوان، أما إذا كان الإخوان يهدفون للسيطرة، حسب مفهومهم، وأن الانتخابات جاءت وكانت لوصولهم، نتمنى إذا ثورة أخرى لكى نسترد بها ونستكمل هبة يناير حتى تظل مصر لكل المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة