ناصر عراق

إزاحة طنطاوى ومستقبل الفقراء!

الإثنين، 13 أغسطس 2012 02:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقرار إزاحة المشير حسين طنطاوى ونائبه الفريق سامى عنان من عرين المؤسسة العسكرية، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، يكون الرئيس محمد مرسى قد عض على مقاليد السلطة كلها بالنواجذ، واستعاد ما خطفه منه هذا الإعلان الذى أصدره المجلس العسكرى من صلاحيات قبل إعلان نتائج جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة فى يونيو الماضى!

لقد أسعدت القرارات (الثورية) للرئيس الملايين من أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين وبقية التيارات الدينية، كما أبهجت خصوم المجلس العسكرى أيضاً، وهم كثر، ذلك أن المجلس العسكرى الذى استولى على السلطة السياسة بعد طرد مبارك وترأسه المشير طنطاوى كان يمثل الوجه الخشن والمسلح للطبقة التى تحكمنا منذ أربعين سنة، ولم يتورع هذا المجلس فى تمييع الثورة وعرقلة مسيرتها وقتل شبابها. ومع ذلك هناك العديد من الأسئلة الصعبة تتمثل فى الآتى:

1- هل ستؤدى هذه القرارات إلى تغييرات حقيقية مثل تحسين الأوضاع المعيشية لعشرات الملايين من المصريين؟ (أربعون مليون مصرى يعيشون تحت الفقر).
2- هل سيجد المواطن المصرى البسيط عملاً كريماً وشارعاً نظيفاً ومواصلات مريحة؟
3- هل ستنجح هذه القرارات المفاجئة فى توفير الخدمة الصحية الملائمة لملايين المرضى الذين أصابهم عهد مبارك بالسرطان والفشل الكلوى والاكتئاب؟
4- هل سننعم نحن المصريين بعد طرد المشير وزبانيته وسيطرة الإخوان على مجمل مؤسسات الدولة بالعدل والمساواة؟
5- هل ستفعل هذه القرارات فعلها فى القضاء على غول الأمية؟ (26 مليون مصرى لا يعرفون القراءة والكتابة).
6- هل ستعيد قرارات الرئيس هذه بريق المجد المفقود للدور المصرى عربياً وعالمياً؟
أدرى تماماً أن الوقت مازال مبكراً جداً ليحقق الرئيس، أى رئيس، نتائج مرضية بعد عقود من القهر والبطش والفساد، لكن إذا دققنا النظر قليلاً فى الموقف السياسى والاقتصادى الذى تتكئ عليه جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس مرسى كان كادراً مهماً فى هذه الجماعة، مهما قيل عن أنه انفصل عنهم بعد جلوسه على عرش مصر.. أقول إذا دققنا النظر سنكتشف الآتى:
1- تدعم الجماعة مشاريع الربح السريع (عقارات / مضاربة فى البورصة / استثمارات استهلاكية وغيرها)، ولا تنشغل بفكرة تأسيس صناعة ثقيلة تمنح الاقتصاد المصرى القدرة على النمو والتطور ليزدهر وينافس، لأن الربح من هذه الصناعات الثقيلة يأتى بعد زمن طويل نسبياً.
2- يؤكد هذا الكلام تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل، التى خلت تماماً من أى وزير (ثورى) يمتلك رؤية سياسية واقتصادية مغايرة لرؤية الإخوان.
3- هذا الأمر يعنى أن قلة قليلة من المصريين ستستحوذ على الثروة الباهظة، فى حين يسقط الملايين من الشعب فى مستنقع الفقر، كما حدث مع نظام مبارك.
4- يوضح لنا التاريخ أن الجماعات والأحزاب التى تنهض على الفكر الدينى تتسم بالاستبداد ومخاصمة الآخر، إن لم يكن تكفيره ونفيه، ولا يوجد ما يشير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ستختلف عن هذه الجماعات والأحزاب، فتاريخها الفكرى معروف وأدبياتها معلنة. ولعل الهجمة العنيفة على وسائل الإعلام تؤكد ذلك (منع جريدة الدستور/ إحالة بعض رؤساء التحرير للنيابة/ الاعتداء على خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع وتحطيم سيارته).
ماذا يعنى كل هذا؟
يعنى أنه لا فروق جوهرية بين حكم الإخوان ونظام مبارك، فكلاهما استبدادى وينحاز إلى مراكمة الثروة فى جيوب قلة قليلة، بينما يترك الملايين منا نحن المصريين نهباً للفقر والجهل والمرض.

والعمل؟

الشروع فوراً فى تأسيس حزب سياسى يضم الشرفاء من هذا البلد والفقراء من عمال وفلاحين وموظفين صغار ومتعلمين عاطلين عن العمل، من أجل خوض الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية المقبلة لتحقيق الفوز وإقامة مجتمع جديد ينهض على الحرية والعدل والجمال.

لاحظ من فضلك أن الشباب الذى أشعل قناديل الثورة اختفى تماماً من مشهد السلطة الآن، فنائب الرئيس الذى تم تعيينه أمس رجل تجاوز الستين مع كامل احترامنا له، وحكومة هشام قنديل خلت من الشباب الثائر تقريباً. أى أن جماعة الإخوان المسلمين قد خطفت السلطة السياسية، على الرغم من أنها لم تشارك فى الثورة إلا فيما بعد!

على أى حال أثبتت الأيام أن الثورة علم، وتغيير المجتمعات إلى الأفضل علم، ويبدو أننا لم ندرس هذه العلوم جيداً حتى الآن. أما المشير طنطاوى ومجلسه العسكرى، فانتظروا محاكمتهم قريباً، جزاء ما ارتكبوا فى حق الشعب المصرى وشبابه المناضل!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة