وكأن شيئا لم يتغير، فالمشاهد من كثرة تكرارها بنفس التفاصيل، باتت تصيب بالملل والكآبة، وأنا هنا لا أتحدث عن وضع سياسى أو أزمات مجتمعية، بل عن واقعة محددة تتعلق بالرفض الشديد من جانب الأزهر وعدد من المشايخ والسلفيين والإخوان المسلمين لعرض مسلسل الفاروق عمر وهو العمل الذى يتناول السيرة العطرة للصحابى الجليل العادل سيدنا عمر بن الخطاب، وما أشبه اليوم بالبارحة، فى مثل تلك الأيام من العام الماضى اندلعت معركة حول مسلسل الحسن والحسين، وطالب الكثير من المشايخ والمتشددين بضرورة منع عرض المسلسل، رغم موافقات مشايخ آخرين وإجازتهم العمل، واشتدت المعركة ودارت رحاها على صفحات الفيس بوك، وفى الإعلام المسموع والمرئى، معظم المعارضين كانوا يستندون إلى فتوى عدم تجسيد آل البيت والعشرة المبشرين بالجنة من الصحابة، بدعوى أن الممثل الذى قد يؤدى هذا الدور قد يكون صاحب سمعة غير جيدة أو قد يرتكب فى حياته أفعالا مشينة، أو يقوم بعد ذلك بتأدية أدوار غير جيدة، ووقتها انتصرنا لضرورة عرض المسلسل، من منطلق أن هناك خلافا فقهيا حول هذا الأمر، وأكدنا على ضرورة تقديم النماذج المشرفة والمستنيرة فى تاريخنا الإسلامى، خصوصا أن هناك جيلا كاملا لا يعرف شيئا عن هذه الشخصيات، ويومها أصرت القنوات التى أدرجت المسلسل على خريطتها الرمضانية على عرضه وكان من بينهم قناة الحياة المصرية، اليوم يتكرر المشهد بتفاصيله رغم أن مسلسل الفاروق عمر أعلنت ال m.b.c بالتعاون مع التليفزيون القطرى عن إنتاجه قبل عامين وعقدت مؤتمرا صحفيا ضخما حضره العديد من صناع العمل والقائمون، على إنتاجه، وأكدوا أن هناك إجازة دينية من لجنة علماء مشكلة برئاسة الشيخ يوسف القرضاوى وتضم العديد من الأسماء من بينهم الشيخ «سليمان العودة»، ورغم ذلك انطلق العديد من الصفحات على الفيس بوك تطالب بوقف عرض المسلسل، وأعلن شيخ الأزهر المصرى الدكتور أحمد الطيب رفضه للعمل، ونفس الحال بالنسبة لمفتى المملكة العربية السعودية والذى حذر أصحاب القنوات الفضائية من إنفاق أموالهم على الباطل -على حسب تعبيره- ولم يفكر أحد فى طرح السؤال الأهم:
كيف هو العمل هل يظهر عمر بشخصه أم بصوته فقط؟ حتى نطالب بمنع عرض العمل؟ ومن الأساس كيف نطالب بمنع عمل لم نره وكيف نحكم عليه، ولماذا يصر العديد من المشايخ والفقهاء على إرباكنا فى خلافاتهم الفقهية، من نصدق القرضاوى والعودة ومن معهما أم الشيخ الجليل الطيب؟
والسؤال الأهم: مادمتم مختلفين فلماذا لا يفسر هذا الاختلاف لصالح الإبداع الحقيقى ولماذا لا نستغل ذلك فى إنتاج نماذج يحتذى بها، وهل ينكر أحد أن الأعمال التى أنتجتها إيران عن سيدنا يوسف والسيدة مريم وسيدنا سليمان وسيدنا إبراهيم والإمام على لاقت نجاحا كبيرا وحظت بأعلى نسب مشاهدة على قنواتنا المصرية، ولماذا يصر البعض على جرنا للخلف، فالإبداع المصرى من دراما ومسرح كان يتناول بكل حرية فى السابق العديد من النماذج الإسلامية المستنيرة، وجميعنا يذكر على سبيل المثال وليس الحصر شخصية سيدنا بلال بن رباح مؤذن الرسول وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وتقديرى أنه رغم محاولات المنع والاعتراض من جانب البعض، فالمسلسل سيعرض خصوصا أن الجهات المنتجة قامت بتسويقه إلى قنوات فى تركيا وإندونيسيا، ومعنى ذلك أن من يرغب فى مشاهدته سيجده عبر الأقمار الصناعية رغم اعتراض المعترضين ومحاولات المنع.
كما أن المسلسل تمت ترجمته إلى العديد من لغات الشعوب التى تعتنق الإسلام، والذى أعرفه أننا فى هذا التوقيت الحرج من تاريخنا فى أمس الحاجة لشخصية بحجم وثقل وعبقرية سيدنا عمر لعله يلهمنا ويعطينا بريق أمل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
زائرة
الصحابة
عدد الردود 0
بواسطة:
زائرة
الصحابة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر الدمشيتي
دائما يتم وضع السم في العسل
عدد الردود 0
بواسطة:
تسقط إيران المجوسيه
أرفض تجسيد الأنبياء و الصحابه و حسبنا الله و نعم الوكيل
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم و افتخر
حدث فى النمسا
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
مجرد خلاف
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
التعليق رقم 6
عدد الردود 0
بواسطة:
z_yahya
بماذا كان يحكم عمر ( اسمع كلامك اصدقك اشوف ترككم للشريعه استعجب )
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود أبوزيد
إلى صاحب التعاليق الخامس (سلمت وسلمت يداك )
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
السلام عليك ياأمير المؤمنين