استكمل الرئيس المنتخب د. مرسى توجيه التحية إلى محافظات ومدن وفئات الشعب المصرى يوم الجمعة الماضى فى خطابه فى ميدان التحرير استكمالاً لخطابه الذى ألقاه بعد إعلان فوزه مباشرة، أما خطاباته الثلاثة التى ألقاها يوم السبت الماضى فى المحكمة الدستورية وبقاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة وأخيراً أثناء تسلمه السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فهذه كانت لتقديم الشكر للمحكمة الدستورية وللقضاة وللأحكام والشرطة والقوات المسلحة بكل فروعها وقياداتها والعاملين فيها، ولكن الأهم هو أن كل خطاب من هذه الخطابات من حيث الموضوع الأساسى لكل منها نستشعر فيه نوعا من التباين المقصود والذى خضع فيه هذا التباين لمكان إلقاء الخطاب ولنوعية المخاطبين، ففى التحرير أخذ د. مرسى دور الثورى الثائر الذى أظهره فى طريقة الإلقاء بالصوت والحركة والإيماءة، وكان متحرراً من دور رجل الدولة أو الرئيس وهذا معروف خاصة أنه ذهب إلى الميدان بهدف استقطابه لتمرير حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية حسب البيان المكمل الذى يرفضه الميدان، وأكد ذلك بحلف اليمين فى الميدان وكان هذا حلاً مقبولاً، ولكن كان هناك أسلوب من المجاملة الزائدة للميدان حيث اعتبره د. مرسى أنه سلطة فوق كل السلطات وأعلى من كل السلطات، وأن سلطة د. مرسى من هذا الميدان تلك السلطة التى ستقويه على استرداد صلاحيات الرئيس وصلاحيات الشعب ونوابه فى إشارة ظاهرة بحالة استقواء بالميدان فى مواجهة المجلس العسكرى الذى أخذ من صلاحيات الرئيس بصدور المكمل الدستورى، والإشارة كانت أيضاً واضحة برفض هذا الإعلان والإصرار على عودة مجلس الشعب، خاصة حينما أكد ذلك صراحة فى جامعة القاهرة حين قال «المؤسسات المنتخبة ستعود لدورها والجيش سيعود لحماية الوطن» فهل سلطة الميدان تجب السلطات الأخرى؟ وكيف ستعود المؤسسات المنتخبة؟ هل بإلغاء حكم الدستورية؟ أم بتنفيذ الحكم احتراماً للمحكمة وللحكم حسبما تعهد مرسى أمام الدستورية وتعاد الانتخابات ويكون ذلك احتراماً من الرئيس للقانون والدستور كما يجب أن يكون؟ ومع ظهور ذلك الاستقواء بالتحرير فى مواجهة العسكرى قد وجدنا خطاباً آخر متغيرا تماماً فى احتفال تسلم السلطة فقد أغدق د. مرسى وشكر واعترف بموقف الجيش فى حماية الثورة حتى أنه قد اعترف ضمناً بخصوصية موازنة الجيش، فهل هذه خطابات ظرفية ترتبط بالزمان والمكان؟ هل هذا نوع من استهلال تسلم السلطة يجعل مرسى مجاملاً أحياناً ومتوعداً أحياناً؟ الأهم هو ما هى رؤية د.مرسى الحقيقية بعيداً عن هذه الخطابات التى تعبر عن مواطن مصرى برؤيته وبفكرة وانتمائه ولكن رؤيته من موقع رئيس الجمهورية ورئيس كل المصريين، مع العلم أن حكاية كل المصريين هذه مازال فيها «قولان شديد» ولا نعلم ماذا يقصد مرسى عندما قال فى التحرير إن هذه اللحظة التى يقف فيها هكذا هى ثمار لجهاد واضطهاد منذ عشرينيات القرن الماضى فى إشارة لنضال الإخوان المسلمين، فهل يتصور أن الثورة التى أوصلته إلى موقع الرئاسة هى نتاج جهاد الإخوان؟ وهل هى ثورة الإخوان وصناعتهم؟ أم هى ثورة مثل كل الثورات فى التاريخ نتيجة لتراكمات نضالية وسياسية على مر الزمن وبنضال لكل الفصائل السياسية باختلاف توجهاتها، هى ثورة مستلهمة من نضال المصريين طوال التاريخ من عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبدالناصر هى ثورة كل من سجن واعتقل وعارض وقال كلمة حق فى وجه سلطان جائر، نحن لا نتصيد الخطأ ولكن هذا هو حصاد الثورة، فلن يتركك أحد تفعل ما تريد ولن تكرر إنتاج الفرعون مرة أخرى، ولكن كما قلت فأنت خادم للشعب ونريد تحقيق ذلك حتى تكون مصر لكل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة