جمال أسعد

ثورة يوليو و«الإخوان المسلمين»

الثلاثاء، 24 يوليو 2012 06:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمس احتفل الثوار والمناضلون والشرفاء على مستوى العالم كله بالعيد الستين لثورة يوليو المجيدة، فالحديث عن ثورة يوليو والاحتفال بها لن يبطله ولا يلغيه عبث هنا أو لغو هناك، فيوليو بعظمتها وإنجازلتها وما حققت من تغيير وتطور وتقدم سياسى واقتصادى واجتماعى وبتأثيرها وآثارها فى مجمل الأحداث فى المنطقة وفى العالم كله أكبر من جماعات المصالح، وقد تخطت وسوف تتخطى كل تصفيات للحسابات الشخصية والحزبية من جماعات لا تعرف غير مصالحها ولا ترى غير ذاتها، ومن المؤكد أنه لا يوجد مطلق غير الله سبحانه وتعالى، ولذا فلا أحد يقول إن مرحلة الثورة من 23 يوليو 1952 حتى 28 سبتمبر 1970 كانت هى الجنة على الأرض، وتلك الفترة التى هى الجمهورية الأولى التى انتهت بوفاة عبدالناصر، أما الجمهورية الثانية فهى عهدا السادات ومبارك لتطابقهما ولدورهما فى وأد ثورة يوليو بإنجازاتها وبانحيازاتها.
والثالثة التى بدأت حتى الآن ولا نعلم إلى أين تسير؟ ولكن كانت الجمهورية الأولى الناصرية هى التى انحازت للغالبية الغالبة من المصريين الفقراء والمسحوقين من العمال والفلاحين فى مواجهة القلة التى لم تكن تتعدى نسبة النصف فى المائة والتى كانت تملك كل شىء وأى شىء، ولذا فلا يجب أن نقيم يوليو ونحاسبها بموازين اليوم فهذا خلل علمى وخطأ سياسى. يوليو كانت بنت عهدها وإفرازا لواقعها الداخلى والإقليمى، فكان قدرها ذلك الصراع العالمى الذى فرض عليها والذى كثيراً ما فرض على مصر على مدى التاريخ لأهميتها ولعظمة موقعها المتفرد، أما التشدق بأن الناصرية قد غيبت ما يسمى بالديمقراطية التى كانت قبل يوليو فهذا ادعاء كاذب وترف نخبة لا علاقة لها بالجماهير، ولا تعيش غير واقعها المناقض للواقع والأغرب أن من هم لا يؤمنون بغير ديمقراطيتهم التى اختصروها فى غزوة الصناديق، حيث إن الديمقراطية لديهم هى الكفر ولا نعلم كيف يسمحون لأنفسهم باستغلال وسيلة تدخل فى نطاق الكفر، ويتحدثون أيضاً عن عبدالناصر زاعمين أنه كان هناك صراع بينه وبينهم، نعم كان هناك صراع بين الإخوان وبين عبدالناصر، لماذا؟ هل كان صراع على حقوق العمال التى أهدرها ناصر؟ أم رفع مستوى الفلاح الاجتماعى عن طريق قانون الإصلاح الزراعى؟ أم كان الإخوان يريدون العلاج والتعليم المجانى للفقراء ودخول الجامعة للمعوقين ولكن عبدالناصر كان ضد هذا؟! أم أن الإخوان كانوا يريدون تحقيق الاستقلال وطرد الاستعمار ولكن عبدالناصر أبى وأصر على بقائه؟ الصراع كان ومازال وسيظل لدى هذه الجماعة المغمورة حول نفسها هو صراع حول السلطة. كان الإخوان يريدون الاستيلاء على الثورة بادعاء أنها ثورتهم وهم من قاموا بها حتى لو لم يعلنوا ذلك، سجنوا واعتقلوا ليس من أجل النضال الوطنى، ولا مصلحة الوطن ولا حباً فى الجماهير ولكن دائما وأبداً سعياً وراء السلطة لتحقيق المصلحة الخاصة ومن الواضح أن حسابات السلطة وتحقيق المصالح ظلت قابعة فى ضمير الإخوان ومازالت حتى الآن حتى إن د. مرسى فى خطاب تلقائى عبر فيه عما هو واقر فى قلب الجماعة ناحية ناصر والستينيات بأحد تصور أن ثورة يناير هى نتاج نضال الإخوان مسقطاً بديهيات علم الثورات وكأن مصر لا يوجد فيها غير الإخوان ولا نعرف إن كان هذا هو عدم معرفة أم نوع من الغرور؟ ولذا فمن المؤكد أن نهج الإخوان وسياساتهم واستراتيجيتهم هدفها السلطة وحدها، فما لم يتحقق مع يوليو وعبدالناصر وهو القفز على يوليو تحقق للأسف مع ثورة يناير مع توافق مبادئ الثورتين فى الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية وتم الاستيلاء والاستحواذ على الثورة والسلطة لأن يناير لم يكن لديها الضباط الأحرار، ولم تملك ناصر وإن كانت قد استلهمت روحه ومبادئه.
ولكن ستظل مبادئ يوليو ويناير وآثار يوليو، ودور عبدالناصر الذى رفعت وسوف ترفع صوره رمزاً للاستقلال والكبرياء والأهم أن يوليو بدورها وآثارها التى مازالت تزعج الدوائر الاستعمارية حتى الآن، ستظل ملهمة للمصريين وسيحتفل بأعيادها المصريون شاء من شاء وأبى من أبى وستظل مصر إلى الأبد لكل المصريين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة