رمضان العباسى

استطلاعات التضليل وبروفة العباسية

السبت، 19 مايو 2012 09:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرت العديد من مراكز الأبحاث والدراسات السياسية والإستراتيجية، مجموعة من استطلاعات الرأى حول انتخابات الرئاسة المصرية، ولكن الغريب أن بعض هذه الاستطلاعات ما زالت تعيش فى جلباب النظام البائد الذى كان يعلن نتائج الانتخابات قبل إجرائها، ووصل التلاعب فى هذه الاستطلاعات إلى الذروة عندما نشرت الصحف القومية، استطلاعا قبل قيام الثورة بفترة وجيزة يقول إن المصريين أكثر شعوب العالم ثقة فى الرئيس المخلوع دون إدراك أن هذه الاستطلاعات الموجهة بفعل فاعل ساهمت فى تأجيج الثورة، بعد أن سئم الناس من الكذب، ولكن يبدو أن هذه المراكز لم تتحلل من براثن النظام البائد، فما زالت تحاول أن توجه الرأى العام فى المجتمع لصالح بعض المرشحين وكأنها تقول للمجتمع يجب أن تنتخبوا هذا المرشح، لأن كل شىء يقول إنه سينجح.

لقد أظهرت إحدى القنوات التلفزيونية المتخصصة فى الكوميديا، استطلاعا يشير إلى أن أحمد شفيق، يحصل على أكثر من 60% يليه عمرو موسى بنحو 9% ثم أبو الفتوح 8%، وكأنها تريد أن تقول للشعب أن المرشح أحمد شفيق ناجح ناجح ولا عزاء للثورة ودماء الشهداء التى سالت من أجل تطهير البلاد، لم تكن قنوات التليفزيون وحدها التى أظهرت هذا الاستطلاع، بل شاركها فى ذلك مركز الأهرام وغيره من المراكز الأخرى.

المسئولين عن هذه الاستطلاعات يقولون إنها تخضع للمعايير العلمية ولكنهم تناسوا عمليات التوجيه التى يمارسها القائمون بالاستطلاع، فعندما يسألون مواطن عن المرشح المفضل لديه لرئاسة الجمهورية لا يمنحوه الفرصة للاختيار، بل يقومون بعمل مقدمة تشبه غسيل المخ لصالح أحد المرشحين، ليجد المواطن نفسه مجبر على الاختيار الذى يريده القائمين على الاستطلاع مستغلين فى ذلك حاجة البلاد والعباد إلى الأمان، مدعيين أن المرشح القادر على تحقيق الأمان هو أحمد شفيق، أو أن البلاد فى حاجة إلى شخص لديه خبرة والشخص الوحيد الذى يملك الخبرة هو عمرو موسى، مع اعتبار باقى المرشحين متطفلين لا يفقهون ولا يقدرون على أى شىء، ولا يملكون الخبرة وإذا وصلوا إلى الحكم سوف يحولون المجتمع إلى جحيم.

إن الاستطلاعات الموجهة أصبحت تلعب دورا خطير لصالح مرشحى الفلول، فقد جعلت منهم مادة إعلامية ايجابية لإخفاء تاريخهم البائد، وساهمت فى التأثير على أصوات الناخبين بأن الشعب يريد هؤلاء المرشحين، كما تعتبر محاولة لجس نبض الشعب إذا تم تزوير الانتخابات وجاء أحد الفلول.

إن الكثير من استطلاعات الرأى فى مصر تعتبر استطلاعات لتضليل الشعب وتوجيههه إلى حيث يريد القائمون على الاستطلاع، مستغلين الأمية التى يعانى منها أكثر من 40% من الشعب وحالة الإحباط التى يعيشها الكثير من المواطنين، دون إدراك أن مصر قام بها ثورة مجيدة أزاحت نظام بائد سرق البلاد والعباد، وأن الدماء التى سالت لم تكن من أجل إزاحة مبارك ليحكم أحد أعونه بديلا عنه، وإنما سالت من أجل القضاء على كل طواغيت النظام البائد، فماذا يقول المصريون للشهداء من شباب الوطن الذين ضحوا بأرواحهم اذا تم اختيار مرشح ساهم فى تدمير الوطن وقتل شبابه؟، ألم تكن هذه الدماء السبب فى تجرؤ كل طبقات المجتمع وفئاته للمطالبة بحقوقها بعد أن ظلت خانعة خائفة لا تقدر أن تنطق بكلمة فى وجه النظام البائد؟، أليست هذه الدماء هى التى جعلت الناس لا يخشون ضباط الشرطة وأفرادها الذين كانوا يبطشون بهم دون حياء، أليست دماء الشهداء هى من جعل للمواطن المصرى صوت حقيقى فى الانتخابات بعد أن كان صوته بلا قيمة، أليست هذه الدماء هل التى جعلت مرشحى الرئاسة يستعطفون الناس ويطلبون ودهم بعد أن كانت جحافل مبارك تدوس على رؤوسهم، فكل المرشحين يطلبون ود المواطنين باستثناء المرشح أحمد شفيق فهو الوحيد الذى يهدد ويتوعد فى أحاديثه وكأنه يخاطب طلبه فى المدرسة وليس شعب عظيم، كما يعتبر ما حدث فى العباسية بروفة مصغرة لكل من يطالب بحقه أو يتظاهر من أجل الحصول على حقوقه فى حال وصوله إلى الرئاسة، متناسيا أن شعب مصر العظيم يتطلع إلى رئيس يحقق لهم الأمان والاستقرار والحرية والديمقراطية، وليس رئيس يرهب الناس ويحمى النظام البائد ويعيد الفلول إلى مواقعهم وينسى شباب مصر الذين ضحوا بحياتهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة