تامر عبدالمنعم

وكانت كلمة السر.. عمر سليمان

الثلاثاء، 17 أبريل 2012 10:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حالة من حالات الانقلاب والتخبط حدثت بمصر على مدار الأسبوع الماضى، بعدما أعلن اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق، ورئيس جهاز المخابرات العامة المخضرم عن قراره بخوض معركة الانتخابات الرئاسية، قبل غلق باب الترشح بيوم واحد فقط.. فى مفاجأة للجميع، فقد أربك هذا القرار جميع القوى السياسية فى مصر، وجعل مجلس الشعب يخصص خمس جلسات متتالية من أجل أن يُفَصِل قانوناً خاصاً على مقاس سليمان وحده ليمنعهُ من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بحجة أنه كان أحد رموز النظام السابق، ولابد من عزله سياسياً، وخرجت مليونية إسلامية خالصة «بعدما رفضت القوى الليبرالية المشاركة معهم» يوم الجمعة الماضى، ترفع صور الجنرال سليمان وعليها حرف إكس باللون الأحمر إلى جوار شعارات أخرى مثل إسلامية إسلامية، وحماية الثورة، ولا للفلول، وما إلى ذلك من شعارات معادية له وأيضاً للفريق أحمد شفيق الذى أعلن عن ترشحه منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر دون أن يلتفت له أحد منهم أو يهاجمه مثل هذا الهجوم وكأنهم تذكروا الآن أنه كان يشغل منصب رئيس وزراء مبارك فى آخر أيام عهده!

وقد أعلنت القوى الليبرالية المختلفة عن عزمهم إقامة مليونية لحماية الثورة «أيضاً» يوم الجمعة المقبل لإسقاط سليمان والفلول «سينضم فيها الإسلاميون كما صرّحوا منذ أيام!! والغريب أن القوى الليبرالية وافقت فى هذه المرة»، والواقع أنا لست متاكداً إن كانت هذه المليونية لا تزال قائمة أم لا، بعدما قامت اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد سليمان لبطلان بعض توكيلات إحدى المحافظات ليقل عددها عن الألف بأربعة وعشرين صوتاً، أى يصبح 976 صوتا؟! ولكن المعلومات التى حصلت عليها أن اللواء سليمان قد قدم تظلماً للجنة الرئاسية العليا، ملخصه أنه بحوزته أكثر من عشرة آلاف توكيل قد وصلوا إليه يوم 8 إبريل ولكن بعد الساعة الثانية ظهراً «موعد غلق باب اللجنة»، وأيضاً وصل فى اليوم التالى توكيلات أخرى الأمر الذى دفعه لتقديم مذكرة لإضافة تلك التوكيلات فى يوم 12 إبريل، عموماً التظلم سينُظر اليوم الثلاثاء، وسوف تتخذ اللجنة قرارها النهائى بشأنه وبالتالى سيتحدد نوع المليونية القادمة.

نعود إلى موضوعنا الذى يكمن فى كم الرعب الذى أصاب تيارات عديدة لمجرد ظهور اللواء عمر سليمان على الساحة السياسية مرة أخرى، بعد غياب زاد على أربعة عشر شهرا، ارتباك وخوف أصاب جماعة الإخوان التى سيطرت على زمام الأمور فى مختلف قطاعات الدولة، لتكون المستفيد الأول من ثورة يناير، خوف شديد أصاب التيارات الليبرالية تحسباً لانتقام سليمان منهم على حد تصريحاتهم، قلق ولّد توعدات بالعنف والجهاد فى سبيل الله من الجانب السلفى، هجوم شديد من شخصيات ظهرت بوجه معتدل لفترة طويلة مثل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، انضمام السيد عمرو موسى لجبهات تحذر من عودة فلول النظام!! كما لو كان سيادته لم يعمل ويخدم النظام طوال حياته السياسية وحتى يوم التنحى، ارتباك إعلامى وهجوم غير مبرر، خوفاً من المحاسبة على تغيير الجلود الذى أصاب الكثيرين فى هذا المجال بعد نجاح الثورة.

كل ذلك يؤكد أن لعمر سليمان أرضية كبيرة بالشارع المصرى، جعلت منافسيه يستشعرون القلق والخوف على مصالحهم، وجعلتهم يضغطون بكل السُبل والطرق أن يقفوا عائقاً فى طريق الرجل متناسين الديمقراطية والحرية، وحق الغير أياً ما كان فى الترشح، إنهم يتعاملون مع الوطن وكأنه وطنهم وحدهم دون غيرهم من سائر المصريين، لقد فشلوا فى إدارة البلاد، ويريدون مزيداً من الفرص على حساب الوطن، لقد قاموا بحملة شعواء وروجوا للرجل أنه مهندس التعذيب بالسجون، غير مدركين الفارق بين الأمن القومى وأمن الدولة!!، لقد أشاعوا أنه بتعامله مع إسرائيل وأمريكا يكون خائناً لمصر والعروبة، غير مدركين أن منصبه يحتم عليه ذلك وأكثر، أنهم يشككون فى وطنيته لا لشىء سوى لخوفهم من شعبيته، لكل ذلك وأكثر.. أعتقد أن عمر سليمان هو كلمة السر لخروجنا من المأزق ومن الفوضى ومن السيطرة الإخوانية والسلفية ومن حالة الرخو التى أصابت الدولة وهيبتها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة