هانى صلاح الدين

ليبيا الثورة.. وعفريت القذافى

الخميس، 29 مارس 2012 03:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن وطئت قدمى الأراضى الليبية وأنا أستشعر دفء المشاعر من أبناء هذا البلد تجاه كل المصريين، فالكل يعتبر مصر الثورة،  هى القائد على طريق التحرر، والنبراس الذى أضاء الأمل فى نفوس الليبيين للتخلص من الطاغية القذافى، فقد استقبل الثوار الوفد الإعلامى المصرى المشارك فى احتفالية تأسيس «منظمة أحرار طرابلس» استقبال الفاتحين، مؤكدين وحدة الشعبين.
ومما زاد سعادتى ما سمعته من قصص بطولية للمصريين فى طرابلس، ومصراتة، وسرت، وبنغازى، أثناء مقاومتهم كتائب المجرم القذافى، فقد حفر هؤلاء الأبطال الذين استشهد منهم العشرات، عشق مصر فى قلوب الشعب الليبى الحر، وتحولت قصصهم البطولية إلى سير شعبية يتحاكى بها الكبار والصغار، مثمنين تلك الأرواح الطاهرة التى جادوا بها لله، ثم للدفاع عن حرية الشقيقة ليبيا.
كما وجدت فى رحلتى بليبيا عظة وعبرة لكل الطغاة، فقد توقفت كثيرا عند قصر العزيزية، محل إقامة الطاغية القذافى، وقد تحول إلى أثر بعد عين، فقد دُمرت هذه القلعة التى كان محرما على الليبيين المرور من أمامها، بل من تحدثه نفسه بالوقوف بجوارها، يذهب خلف الشمس، وأصبحت الآن مقلبا للقمامة.
ومما أحزننى أننى وجدت شبح القذافى، ولمساته الشيطانية ظاهرة أمامى فى كل منطقة مررت بها، سواء فى طرابلس أو مصراتة، فقد ترك هذا المجرم معظم ليبيا بلا أى مرافق حيوية، بل الناظر لطرابلس العاصمة، يجد نفسه أمام قرية جبلية تفتقر إلى مظاهر الحياة المدنية الحديثة، وذلك بالرغم من الموارد الكبيرة التى تتمتع بها ليبيا، وخيراتها التى تكفى كل الدول العربية، وليس الشعب الليبى فقط، الذى لا يزيد تعداده على 5 ملايين نسمة.
كما أثر فى نفسى مظاهر التخريب التى شاهدتها خاصة فى مدينة مصراتة المجاهدة، فقد عاثت كتائب الطاغية فسادا فى شوارع وأحياء المدن الليبية، وتظهر بوضوح حتى الآن آثار هذا العدوان على المنازل والمصالح الحكومية، وذلك بخلاف الجرائم الأخلاقية التى ارتكبها جنود المجرم باغتصاب حرائر ليبيا، وترتب على ذلك جرح غائر فى قلوب كثير من الأسر التى مازالت تنتظر القصاص العادل من كل من ارتكب هذه الجرائم التى لن ينساها التاريخ الليبى.
لكن مايبشر بالخير، الشباب الليبى الحر، المصمم على إعادة إعمار ليبيا بشكل حضارى حديث، يليق بهذا البلد وتاريخه الكبير، فهم الثمار الحقيقية لهذه الثورة العظيمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة