تامر عبدالمنعم

ما بين الأحلام والواقع قد تغرق الأوطان

الثلاثاء، 20 مارس 2012 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما تحلم وتطلق عنانك وخيالك لأن يسرح بعيداً عن الواقع الذى تعيشه ستجد أن تلك اللحظات هى الأجمل والأفضل على الإطلاق، فحالة الحلم دائماً ما تكون حالة من حالات الثورة الداخلية على جميع الأوضاع التى تعيشها فى الواقع -ولا تستطيع التغلب على كم مشاكله- ودائماً ما تشهد أنواعا من المبالغات فى تحسين الأوضاع وتصحيح الأخطاء بطريقة سطحية وغير عميقة ربما لكونها حلما لا أكثر.. 
وإذا افترضنا مجازاً أن هذا الحلم قد تحقق لك ووصلت إلى معظمه، ولامسته، وأصبح واقعاً حقيقيا تعيشه ستجد نفسك تحلم بمزيد من الأحلام، حيث لن يتوقف خيالك عند هذه النقطة، بل سيزداد الحافز، ويزداد معه الطموح، وتبدأ حالة جديدة من الأحلام، هروباً من حلم الأمس الذى أصبح واقعا اليوم!، الإنسان بطبيعته حينما تصبح الفرصة بين يديه تجده يخطئ فى قراراته، ربما لعدم تصديقه أنه حصل عليها بالفعل أو ربما لعدم توافر شروط الحلم لديه أو ربما لأنه حلم الحلم دون إيمان حقيقى منه، بأنه سيتحقق، مما جعله لم يستعد إليه بالشكل المناسب أو ربما أنه جاءه مصادفةً وما أكثر الصدف فى الحياة!، وهنا أتذكر مشهداً عبقرياً كتبه المبدع الكبير وحيد حامد وجسده الفنان الكبير عادل إمام مع كوكبة من الفنانين بفيلم الإرهاب والكباب «للمخرج شريف عرفة» حينما تمت السيطرة على مجمع التحرير وحضر إليهم وزير الداخلية «الفنان الراحل كمال الشناوى» لإنهاء هذا الصداع الذى أصاب الحكومة والنظام وكان عليه أن يحله فسألهم عن مطالبهم التى وعد بأن ينفذها لهم على الفور، إنها الصدفة وحدها التى جعلت كل مَن بالمجمع مِن مواطنين كادحين أن يختاروا طلبا من مطالبهم فى الحياة، وللأسف الشديد جاءت جميع المطالب صغيرة للغاية مثل دواء للضغط أو السكر، وما شابه ذلك من طلبات انتهت بالكفتة والكباب! فهُم لا يعرفون تحديداً ماذا يريدون ولم يستطيعوا اقتناص هذه الفرصة الذهبية التى أتيحت لهم، فتخبطوا وارتبكوا على الرغم من اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم وقدراتهم جميعاً. 
أعتقد أن الوضع الراهن فى مصر لا يختلف كثيراً عن الوضع فى فيلم الإرهاب والكباب –مع الاختلاف بالطبع- فقد قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير منذ أكثر من عام، وعلى عكس المتوقع تماماً، نجحت فى التغلب على النظام الذى كان معروفاً عنه أنه نظام قوى من المستحيل زعزعته أو انهياره، نجحت بعدما اجتمعت جميع الأطياف والاتجاهات على إسقاطه، بمبدأ الكثرة تغلب الشجاعة، وسقط النظام بالفعل، وكادت الدولة أن تسقط معه ومازالت دون أن يتحقق حُلم واحد من أحلام الثوار الحقيقيين الذين خرجوا -فى رأيى- كما يقول المثل الشعبى «من المولد بلا حمص» فالتيار الإسلامى بألوانه المختلفة هو من فاز بالمقاعد بمجلسى الشعب والشورى، وهو المرشح بقوة للفوز بسباق الرئاسة الذى سينطلق بعد أسابيع قليلة، خرج الشباب لأنهم حلموا فقط دون أن يخططوا.. حلموا هروبا من الواقع الذى دفعهم لثورتهم دون التخطيط للمستقبل، مما جعلهم يحلمون حلما آخر، أصعب بكثير من حلمهم السابق.. بينما القوة الإسلامية التى سبقتهم فى الحلم بعقودٍ طويلة بدأت هى الأخرى فى حلم جديد ربما لاكتشافهم أنهم أصبحوا مسؤولين عن السفينة التى فى طريقها للغرق لا محالة إذا استمر الوضع على ما هو عليه، واستمرت معه أحلامهم هروباً من الواقع، كما ذكرت قبل!!
أخيراً أقول كما قال جيفارا: الثورات يخطط لها الحالمون وينفذها الشرفاء ويستفيد منها الانتهازيون، وربنا يستر على السفينة من الغرق.








مشاركة

التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

رأفت

عظيم

مقال فلسفي هائل وحقيقي

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

كعادتك أيها الكاتب الهمام ... تحاول جاهداً أن تسفه الثورة وتحط من شأنها !!

عدد الردود 0

بواسطة:

جون

مقال محترم وعميق اما رقم 2 !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

AHMED

سخييييييييييييييييف

انت رجل سخيييييييييييييف

عدد الردود 0

بواسطة:

Mohammed.Zakaria

هنا أخطأتم يا أصحاب الثوره

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة