الفوضى وضياع مصر

إن ما يشهده الوطن من حالة فوضى عارمة، فى مختلف أرجاء مصر، فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا، تؤكد أننا لن نخرج من عنق الزجاجة، إذا استمر الحال على ما هو عليه الآن، وسينفذ الفلول كل ما خططوا له، وللأسف يزج بالثورة والثوار فى المشهد الفوضوى الذى يعانى منه كل المصريين، مما يجعل الرأى العام غاضبا من التصرفات الصبيانية، غير المحسوبة من بعض شباب الثوار.

ولا أدرى كيف لمصر الثورة أن تسمح بسفك الدماء فى الملاعب، تحت دعوى التعصب الكروى، وكيف يسمح الأمن لجماهير كرة قدم باغتيال مصريين تحت سمعه وبصره، إن ما حدث فى مباراة الأهلى والمصرى ووفاة أكثر من 75 مصريا، يؤكد أننا نحتاج وقفة جادة، لإنقاذ مصر مما يحاك لها من مخططات فوضى، تستهدف انهيار الدولة، وضياع المؤسسات وإغراق مصر فى برك دماء.

إن ما يحدث الآن يجعلنا نقول لا وألف لا لكل من يحاول أن يمس بمصر، وأمن الوطن تحت أى دعوى، فهل يرضى أحد ما شاهادناه من حالات سطو مسلح فى أكثر من محافظة، وحالة الانفلات الأمنى الذى جعل كل المصريين فى حالة رعب، وهل يرضى أحد استمرار مهزلة الاعتداءات اليومية على الطرق بقطعها، تحت دعوى المطالب بالحقوق، ففيرس المظاهرات الفئوية، والمسيرات المنطلقة بسبب «أنبوبة بوتاجاز» أو عجز بنزين، أو مطالبة بزيادة رواتب، ظاهرات لابد من التصدى لها بكل قوة، والضرب بيد من حديد، على كل من تسول له نفسه المساس بهيبة الدولة.

فما قامت ثورة 25 يناير إلا من أجل هدم الفساد، ثم بناء الأمجاد وإعادة مؤسسات الدولة لوضعها الطبيعى، فسيناريو الفوضى الذى يخطط له من أجل إغراق مصر فيه، لن يسمح المخلصون من أبناء مصر باستكماله، فهناك تقاعس واضح من أجهزة الأمن، يجعلنا نشير إليه بأصابع الاتهام، وأرى أن المتربصين من الفلول فشلوا فى إشعال النيران فى ذكرى الثورة، فاليوم يظهرون من جديد لإحراق مصر.

وأطالب بكل قوة إخواننا من الثوار، بتجميد مظاهراتهم فورا حتى يعود الهدوء للوطن، وتكون مطالبهم السياسية عبر القنوات التشريعية البرلمانية، والمنابر الحزبية والسياسية، فلن يتحمل البلد أى تصعيد جديد فى المرحلة القادمة، وعلينا أن نحكم العقل حتى تستقر الأوضاع، ويعود الهدوء من جديد لمصر، وإلا سننتظر جميعا درسا قاسيا من الشعب المصرى.