لماذا لا يستقيل رئيس الوزراء؟ هذا هو السؤال الذى تبادر إلى ذهنى فور أن استمعت لبيان الحكومة الأخير، نفس السؤال أعتقد أنه تبادر إلى أذهان الكثيرين.
رئيس الوزراء محبط وينقل حالة الإحباط إلى ملايين المصريين الذين لا ينقصهم إحباط فوق إحباطهم، وللمرة الثانية يخرج الجنزورى على الناس خلال أيام قليلة ليقول لهم: إن كل شىء يسير من سيئ إلى أسوأ، وهو يلجأ إلى خطاب قديم محاولاً تبرير الأحوال التى يبدو من بياناته أنها لا تسر عدواً ولا حبيباً. الجنزورى يتحدث كثيراً عن المؤامرة على مصر وعن الدول التى تريد تركيع مصر، وعن الوعود التى تلقتها مصر ولم تنفذ، وقد قال فى كلمة سبقت بيانه الأخير إننا نعيش نكسة تفوق نكسة 67!
الرسالة الأساسية التى تفهم من بيان الجنزورى أن الحكومة عاجزة وقليلة الحيلة وأنها ليس لديها أى تصور للخروج من الأزمة، بيان الحكومة يرصد المشكلات ولا يقدم الحلول ويخوف من النار ولا يبشر بالجنة، وهو فى مجمله النهائى رسالة إحباط سلبية تقول للمصريين: إن الثورة التى قاموا بها لم تكن سوى كارثة وعليهم أن يندموا على أيام مبارك ورجاله التى لم تصل الأحوال فيها إلى حافة الهاوية التى يحذر الجنزورى المصريين من الوقوع فيها.
أغلق الجنزورى أبواب الأمل فى وجوه المصريين ولم يقل لهم ما هو البديل، ولم يتحدث عن خطط بديلة للخروج من الأزمة ولا عن خيال مختلف من أى نوع، وبالتالى فإن النتيجة المنطقية أن يستقيل الجنزورى ما دامت الأبواب قد أصبحت مغلقة فى وجهه إلى هذه الدرجة.
كان حديث الجنزورى ستينيا بامتياز وكان يكثر من مفردات مثل المؤامرة والركوع والتركيع، ولكنه لم يتحدث عن خطط بديلة لا على مستوى الخارج ولا على مستوى الداخل، ولعل المقارنة بين الخطابات الأولى للجنزورى والتى كان يتحدث فيها عن المشروعات القومية العملاقة وبين خطابه الأخير تكشف مدى اليأس والإحباط الذى يشعر به الرجل، وللحقيقة والإنصاف فإن الفشل الذى صاحب الجنزورى هو عينه الفشل الذى رافق عصام شرف وهو ما يقودنا للحديث عن مدى مسؤولية المجلس العسكرى عن فشل الإدارة السياسية للبلاد منذ بداية الثورة وحتى الآن.
وفى ظنى أن بيان الجنزورى الأخير هو شهادة ميلاد لحكومة الإخوان المسلمين أو للحكومة الائتلافية، والتى انشغل الناس بتخمين الأسماء التى يمكن أن تضمها وانشغل الإخوان بنفى بعض الأسماء، وتأكيد بعضها الآخر دون أن ينشغل الجميع بإعلان أفكار هذه الحكومة أو برنامجها أو خطتها السريعة للخروج من الوضع الراهن، إذا كان الإخوان يريدون الحكومة فلنعطها لهم، لأن الوضع لن يكون أسوأ مما هو عليه الآن، لكن على الإخوان أن يعلنوا خطتهم للخروج من المأزق قبل أن يتولوا الحكومة حتى لا نفاجأ بأن أحمد مثل (الحاج) أحمد كما يقول المثل الشهير.
عدد الردود 0
بواسطة:
د.حسن شحآته
مصر تدآر الآن من عصآبآت ألتفت على الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
معتز عبدالسلام
التعليق أعمق من المقالة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابن النيل
لماذ لا يكمل الجنزورى